تاريخ ومزارات

بدءً من الأسرة الاولى.. تاريخ تكوين الجيش المصري القديم

أسماء صبحي

لم تعرف مصر في البدايات الأولي من تاريخها تكوين جيش نظامي موحد للدولة، وأنما اكتفى حكام الأقاليم بتكوين فرق خاصة لهم مدربة ومجهزة بالأسلحة والعتاد ليدافعوا عن أقاليمهم وخصوصاً تلك الواقعة على حدود مصر، وكانت هذه الفرق تستخدم أيضاً في فترات الصراع الداخلي بين حكام الأقاليم الذين كان يسعي كل منهم لكسب المزيد من الأرض لضمها لإقليمه كما كان لها أيضاً دار السلاح الخاصة بها، وأيضاً كان هناك فرق ضياع المعابد الكبيرة.

قائد الجيش

ويمكن القول إنه منذ الاسرة الأولى ظهر لقب “قائد الجيش”، إلا ان هذا اللقب لا يعني أن حامله كان قائداً لجيش موحد، وإنما كان قائداً لفرقة عسكرية تقوم بدورها في فترات الصراع الداخلي والدفاع عن حدود مصر، وكان الجيش مستقلاً عن الشرطة، كما كان بمعناه الحقيقي يتكون من فرق المشاة وحدهم حتي بداية عصر الدولة الحديثة.

وقد كان الملك منذ “العصر الثيني” هو المسئول المباشر عن الجيش، وفي أحيان أخرى كان يعهد بها إلى قواده، وقد كان دور الملك بالنسبة للجيش هام للغاية، وعندما جلس علي العرش من كان لا يستطيع قيادة الجيش أو من كان لا يريد التدخل شخصياً في شئون الجيش كان الوضع العالمي لمصر يتأثر بذلك كثيراً بالرغم من المجهودات الدبلوماسية التي كان يبذلها هؤلاء الملوك.

تكوين جيش نظامي

ومنذ عصر الأسرة الخامسة، بدأت تظهر بواكير جيش نظامي، وأصبح الأمر اكغثر وضوحاً منذ الأسرة السادسة وخصوصفا في عهد “ببي الأول”، والذي في عهد قام البدو القاطنون علي حدود مصر الشرقية بإحدى غاراتهم على الدلتا، ولما كانوا أكثر من ان تستطيع فرق المقاطعات مواجهتهم، فقد قام الملك باستدعاء جميع الفرق العكسرية لتعمل تحت إمرة أحد كبار رجال عهده وهو “وني”.

وتقول موسوعة كمبردج في التاريخ القديم عن الجيش المصري: “كان جيشاً وطنياً هائل الحجم، يتألف معظمه من جنود محترفين سواء من الجنود العاملين في الخدمة العسكرية أو جنود الاحتياط، ويقوم على قيادته ضباط محترفون مدربون على أعلى مستوى، ويؤدون وظائفهم وواجباتهم الحربية في إدارة الفرق والأسلحة المنوط بهم قيادتها بشكل منظم ومنسق ودقيق كما لو كانوا حلقات مترابطة في سلسلة القيادة العامة” .

تأمين حدود البلاد

وفي حوالي القرن ٣١ ق.م، تم توحيد قطري مصر علي يد الملك “نعرمر”، وبدأت ملامح النظام الإداري تتضح، وأصبح هناك على رأس الدولة ملك تتبعه مجموعة من الأجهزة والإدارات، وأدرك ملوك مصر منذ الوهلة الأولى أن من بين عوامل تحقيق الاستقرار الداخلي تأمين حدود البلاد، من هنا بدأت فكرة تكوين قوات حراسة وحاميات صغيرة لتأمين هذه الحدود ومواجهة أي محاولات للتسلل.

والدارس لشخصية الإنسان المصري القديم، سوف يدرك أنه كان يجنح للسلم ولا يميل للحرب، كما أن نهر النيل كمصدر ثابت للمياه قد منحه قدر كبير من الأمن والاستقرار ، وإن كان بعض المؤرخين القدامى والمحدثين قد اساءوا فهم شخصية المصري القديم وميله للسلم وفسروه على أنه ضعف وعدم قدرة على المواجهة وبناء الجيوش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى