قلعة موسى: الحلم الذي تحول إلى تحفة معمارية في لبنان

أسماء صبحي
تقع قلعة موسى في منطقة الشوف، تحديدًا بين دير القمر وبيت الدين، في قلب جبل لبنان. ويتميز موقع القلعة بإطلالته الخلابة على الطبيعة اللبنانية الساحرة. مما يجعلها وجهة سياحية مميزة تجمع بين الجمال الطبيعي والبعد التاريخي. كما تعد تحفة معمارية فريدة، تحمل في طياتها قصة كفاح وشغف استمرت لعقود.
قصة بناء قلعة موسى
تبدأ قصة القلعة مع مؤسسها، موسى عبد الكريم المعماري، الذي ولد عام 1931 في عائلة بسيطة. وكان حلمه منذ الطفولة أن يبني قلعة مستوحاة من الرسومات التي كان يرسمها أثناء دراسته. ولكن هذا الحلم قوبل بالرفض والسخرية من معلميه وأقرانه، مما جعله عازمًا على تحويله إلى واقع.
وفي عام 1962، بدأ موسى ببناء القلعة مستخدمًا أدوات بسيطة وتقنيات تقليدية، واستمر العمل عليها لأكثر من 60 عامًا بمفرده. وعلى الرغم من الصعوبات المالية واللوجستية التي واجهها، تمكن موسى من تحقيق حلمه. حيث اكتمل البناء عام 2010، ليصبح شاهداً على عزيمته وصموده.
العمارة والتصميم
تتميز القلعة بعمارة لبنانية تقليدية، تتخللها لمسات فريدة تعكس رؤية موسى الخاصة. كما تتألف القلعة من أكثر من 25 غرفة، كل منها يحكي قصة من الحياة اللبنانية القديمة. وتحتوي الغرف على مجسمات وتماثيل تجسد مشاهد من التراث اللبناني، مثل الأسواق الشعبية، الحرف اليدوية، والأعراس التقليدية.
إضافة إلى ذلك، تضم القلعة مجموعة نادرة من الأسلحة القديمة التي تعود إلى عصور مختلفة. وهي من المجموعات التي جمعها موسى خلال حياته. مما يجعل القلعة متحفاً فريداً يعكس جوانب متعددة من التراث الثقافي اللبناني.
ولا تعد القلعة مجرد بناء حجري، بل هي رمز للإرادة والإبداع. وتجسد قصة إنسان آمن بحلمه وعمل على تحقيقه بيده. ويقول الدكتور جوزيف خوري، أستاذ التاريخ في الجامعة اللبنانية، إن القلعة ليست مجرد معلم سياحي، بل هي شهادة على قوة التصميم الفردي. وهي تظهر كيف يمكن للفرد أن يترك بصمة خالدة في تاريخ بلاده.
وتستقطب القلعة آلاف الزوار سنوياً من مختلف أنحاء العالم. حيث يمكن للزوار استكشاف تاريخها والتعرف على تفاصيل حياة موسى المعماري من خلال الجولة التي يقدمها فريق القلعة.