لوح المجاعة.. أثر تاريخي يروي قصة الجفاف الذي ضرب مصر في عهد الملك زوسر
أسماء صبحي
لوح المجاعة هو نقش مكتوب بالهيروغليفية المصرية يقع في جزيرة سهيل في النيل بالقرب من أسوان في مصر. ويخبرنا عن فترة سبع سنوات من الجفاف والمجاعة في عهد الملك زوسر (في العام الثامن عشر من حكم الملك زوسر). وقال المؤرخون وعلماء المصريات إن اللغة والتصميم المستخدم في النقش يشير إلى أن العمل يمكن تأريخه إلى العصر البطلمي، ربما في عهد الملك بطليموس الخامس (205 – 180 قبل الميلاد).
القصة المنقوشة على لوح المجاعة
يقول بولين نعيم، الخبير في التاريخ المصري القديم، إن القصة تصف كيف انزعج الملك وقلق لأن الأرض كانت في قبضة الجفاف والمجاعة لمدة سبع سنوات. لم يغرق النيل خلالها الأراضي الزراعية، ويصف النص أيضًا كيف عانى المصريون من الجفاف وأنهم يئسوا ويخالفون قوانين الأرض. لذلك يطلب الملك زوسر المساعدة من الكاهن تحت إشراف رئيس الكهنة “إمحوتب” حيث يريد الملك أن يعرف أين ولد إله النيل “حابي” وأي إله يقيم في هذا المكان.
وتابع بولين، إن إمحوتب قرر التحقيق في أرشيفات المعبد wt-Ibety (“بيت الشباك”) الموجود في هيرموبوليس والمخصص للإله تحوت. وأخبر الملك أن فيضان النيل يتحكم فيه الإله “خنوم” في إلفنتين من نبع مقدس يقع في الجزيرة حيث يسكن الإله.
حل الأزمة
واضاف: “سافر إمحوتب على الفور إلى الموقع، في معبد خنوم ، المسمى “بهجة الحياة”. وطهر إمحوتب نفسه، وصلي إلى خنوم للمساعدة وحتى يقدم له “كل الأشياء الجيدة”. وفجأة ينام وفي حلمه يستقبل خنوم اللطيف إمحوتب. يعرّف الإله نفسه على إمحوتب بوصف من هو وما هو ثم يصف قواه الإلهية. وفي نهاية الحلم يعد خنوم بجعل نهر النيل يتدفق مرة أخرى. ويستيقظ إمحوتب ويكتب كل ما حدث في حلمه، ثم عاد إلى زوسر ليخبر الملك بما حدث”.
وفي النهاية، كان الملك مسرورًا بالأخبار ويصدر مرسومًا يأمر فيه الكهنة والكتبة والعمال بترميم معبد خنوم وتقديم قرابين منتظمة مرة أخرى للإله. بالإضافة إلى ذلك ، أصدر زوسر مرسوما بمنح معبد خنوم في إلفنتين المنطقة الواقعة بين أسوان وتاشومبسو بكل ثروتها ، وكذلك حصة من جميع الواردات من النوبة.