جامع “أحمد بن طولون”.. المسجد الوحيد الذي غلب عليه طراز سامراء في مصر
أسماء صبحي
أحمد بن طولون، هو أحد المماليك الأتراك الذين أهداهم عامل بخاري إلى الخليفة المآمون، وخدم في البلاط العباسى حتى بلغ مصاف الأمراء. فلما تولى باكباك إمارة مصر من قبل الخليفة العباسي أناب أحمد عنه في ولايتها فقدم إليها سنة 254 هجرية / 868م.
فترة ولايته
كانت ولاية أحمد بن طولون على مصر أول الأمر قاصرة على الفسطاط فقط. وظل أحمد يوسع في نفوذه حتى شمل سلطانه مصر جميعها. وتوسع حتى الشام وبرقة مؤسسا الدولة الطولونية التي حكمت مصر من سنة 254 إلى 292 هجرية.
تأتي أهمية فترة ولاية بن طولون من أنه تتمثل فيها النقلة التي انتقلتها مصر من ولاية تابعة لـ الخلافة العباسية إلى دولة ذات استقلال ذاتي.
بناء مسجد أحمد بن طولون
شيد بن طولون جامع على جبل يشكر، فبدأ في بنائه سنة 263 هجرية 876 / 77 م ). وأتمه سنة 265 هجرية : 879 م. وهذا التاريخ مدون على لوح رخامي مثبت على أحد أكتاف رواق القبلة.
أنفق بن طولون 120 ألف دينار في بنائه. يعد مسجد ابن طولون المسجد الوحيد بمصر الذي غلب عليه طراز سامراء حيث المئذنة الملوية المدرجة.
امتدت إليه يد التدمير والخراب فى فترات من عصوره المختلفة، ولكن تمت الإصلاحات في هذا الجامع عدة مرات، وهي:
- قام السلطان لاجين بإدخال بعض الإصلاحات فيه، وعين لذلك مجموعة من الصناع. كما أمر بصناعة ساعة فيه، فجعلت قبة فيها طيقان صغيرة على عدد ساعات الليل والنهار وفتحة. فإذا مرت ساعة انغلقت الطاقة التي هي لتلك الساعة وهكذا، ثم تعود كل مرة ثانية.
- في عهد الأيوبيين أصبح جامع ابن طولون جامعة تدرس فيه المذاهب الفقهية الأربعة. وكذلك الحديث والطب إلى جانب تعليم الأيتام.
- فى سنة 470 هجرية : 1077/ 78 م قام بدر الجمالى، وزير الخليفة المستنصر الفاطمى ببعض إصلاحات بالجامع ووضعت على لوح رخامي بأعلى أحد أبواب الوجهة البحرية .
- أمر الخليفة المستنصر بعمل محراب من الجص برواق القبلة، شديد الإتقان. بالإضافة إلى محرابين جصيين آخرين ينتمي أحدهما إلى العصر الطولوني. والثاني في العصر الفاطمي وكلاهما برواق القبلة أيضا.