قبائل و عائلات

الشيخ حسن على خلف الخلفات.. أحد أبرز وجوه النضال على أرض سيناء ضد الاحتلال الإسرائيلي

أسماء صبحي 

عاش الشيخ حسن على خلف الخلفات، شبابه منخرطا في صفوف الدفاع عن الوطن. ألقت إسرائيل القبض عليه وحكم بالسجن 149 عامًا بتهمة القتل والتنقل بين ضفتي قناة السويس بدون تصريح.

واجه القاضي الإسرائيلى فى المحكمة رداً على الحكم قائلاً: “إنكم من قتلتم الأطفال فى بحر البقر بينما نحن نقاتل محتلين”. خرج من سجون إسرائيل في تبادل أسرى، وأصبح صاحب دور اجتماعي بارز في الإصلاح بين الناس. ثم أعلن وقوفه مع الدولة في الحرب على الإرهاب وفقد أحد أبناؤه وبقي صامدا محافظا على مبادئه حتى وفاته.

تربى فى كنف عشيرته “الخلفات” إحدى عشائر قبيلة السواركة فى منطقة الجورة جنوب مدينة الشيخ زويد. وتشرب البطولة مبكرا، من والدة أحد أهم رموز قبيلة السواركة فى فترة الخمسينيات والستينيات. كما أنه أول نائب سيناوي في البرلمان المصري من قبائل البدو، وعمه الشيخ خلف حسن الخلفات المعروف أنه تصدى بحزم لكل محاولات إسرائيل شراء أراضى سيناء بعد احتلالها. وقال وهو فى السجن: “لو وزنتم لي أموال الأرض على أن افرط فى شبر لن يكون”.

دوره النصالي

بدأ دوره النضالي في شبابه مع عدد كبير من شباب سيناء في تشكيل منظمة سيناء العربية والدفاع عن سيناء ضد الاحتلال عندما داهمها في عام 1967م. ويحمل سجل بطولات الشيخ “حسن خلف” التي تحدث عن بعضها، في حياته أعمالًا خالدة من بينها كما قال في لقاءات سابقة إنه قام بعملية “ضرب مركز القيادة الإسرائيلية بالعريش أثناء احتلال سيناء. وضرب مستعمرات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق الشيخ زويد، نفذ عمليات نوعية مترجلاً ومستخدما الإبل في التنقل ونقل الصواريخ والأسلحة والمدد من شرق القناة حتى عمق سيناء. تجميع وتجنيد عددًا من الفدائيين من شباب القبائل وضمهم لخلايا المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي لسيناء. استخدامه مهارات التنقل عبر الدروب الصحراوية والعيش لأيام طويلة فى مناطق قاحلة انتظاراً لتنفيذ عمليات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية”.

ووقع الشيخ حسن في قبضة الاحتلال الإسرائيلى في إحدى العمليات، وحكم عليه بالسجن 149 عامًا بتهمة قتل الأطفال والتنقل بين ضفتي قناة السويس بدون تصريح. وواجه القاضي الإسرائيلى في المحكمة رداً على الحكم بأنكم من قتلتم الأطفال في بحر البقر. كما قضى 40 شهرًا فى سجون الاحتلال وخرج في تبادل أسرى عقب انتصار أكتوبر، وحصل على نوط الامتياز من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات بعد عودته من الأسر عام 1974. واستقر فى قريته الجورة جنوب الشيخ زويد، بعد جلاء الاحتلال عنها فى عام 1982م.

دور الشيخ حسن علي خلف في مواجهة الإرهاب

كان صاحب دور إصلاحي فى إنهاء الخلافات بين الأفراد والعائلات فى سيناء والسير في إجراءات الصلح وفق الأعراف والتقاليد بين الأهالي. ولم يتوقف دور الشيخ حسن بعد جلاء الاحتلال، وكان من أول من وقف متصديا للإرهاب. وأعلن أنه في صف الدولة فغى الحرب على الإرهاب كان موقفه واضح وصريح أنه مع الدولة. وكان جريئا فى التعبير عن هذا الرأي على الملأ، حتى أصبح من اهم المستهدفين للجماعات الإرهابية.

له دور بارز فى حث القبائل على الاستنفار ضد الإرهاب، وكان يؤكد فى كل المحافل الرسمية على الدور البطولى لأبناء سيناء في الحرب على الإرهاب وما بذلوه وقدموه من أرواح. ويكذب ويتصدى لكل محاولات تشويه أبناء سيناء فى هذا الجانب الذى يعتبره أنه امتدادًا للنضال ضد إسرائيل عندما احتلت سيناء، وأن الاحفاد يسيرون على درب الأجداد، وانتقل إلة رحمة الله في يوم 23 يونيو 2022.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى