قبيلة أولاد بالسباع.. لعبت دوراً هاماً في فترات حاسمة من تاريخ المغرب
أسماء صبحي
تتميز قبيلة أولاد بالسباع، بانتشارها الواسع عبر بلدان المغارب، كما أنها تجاوزت هذا الحيز الجغرافي نحو السودان الغربي وبلدان المشرق العربي. ومن أشهر مميزات هذه القبيلة أنها تجمع بين الانتماء للنسب الشريف وحمل السلاح. وممارسة التجارة العابرة للصحراء بين المغارب (المغرب وموريتانيا والجزائر) والسودان (مالي والسنغال).
قبيلة أولاد بالسباع
وينتمي إلى قبيلة أولاد بالسباع، الكثير من الشخصيات العلمية والمشايخ الصوفية الذين انتشروا في عدة أماكن داخل المغرب. مثل سوس والشياظمة ودكالة وعبدة والغرب، والجزائر وتونس وحتى في ليبيا.
وتشبر المصادر التاريخية إلى أن منطلق هذه القبيلة هو الساقية الحمراء. كما تكشف عن حضورهم القوي خلال فترات حاسمة من تاريخ المغرب عبر الإسهام في مقاومة الاحتلال البرتغالي على الشواطئ المغربية. كما شاركت في مقاومة الحملة الفرنسية التي قادها نابليون بونابارت نهاية القرن الثامن عشر على مصر، وذلك بقيادة الجيلالي بن المختار السباعي.
وتنتمي هذه القبيلة إلى الشرفاء الأدارسة المتفرعين عن جد عامر الهامل “أبي السباع”. والذي استوطن بلاد سوس بعد رحلة طويلة من فاس إلى المشرق العربي ثم عاد إلى منطقة درعة وسوس. حيث ترك أبناءه الذين شكلوا النواة الأولى لهذه المجموعة الاجتماعية، ومارسوا الترحال ما بين حوز مراكش وسوس وبلاد شنقيط. وأقاموا في مناطق مختلفة من المغرب، لعل أهمها: حوز مراكش وعبدة ودكالة وواد نون والساقية الحمراء وتيرس ثم بلاد شنقيط.
علاقتها بالسلطة المركزية
ترجع اثول علاقة السباعيين بالسلطة المركزية باعتبارهم مجموعة اجتماعية وأرباب زوايا دعت إلى الجهاد، إلى عصر الدولة السعدية. حيث كانوا من بين المجموعات التي رافقت السلطان أحمد الأعرج.
أما في عهد المنصور الذهبي، فقد تم إبعاد السباعيين وتشتتوا في المناطق المغربية. ومن ثم فقد كانت علاقة السباعيين بالسلطة السعدية في مد وجزر بسبب حركيتهم المجالية ونبذهم الركون إلى المدينة وتحمل الوظائف والتكاليف المخزنية. حيث ظلوا في ترحل ما بين الحوز والصحراء، كما عرفت علاقتهم مع الدولة العلوية أيضا بحالة من المد والجزر.