تاريخ ومزارات

 مسجد شنودة.. رمز للتعايش بين المسلمين والمسيحيين في قرية مصرية

دعاء رحيل

مسجد شنودة هو مسجد يقع في عزبة شنودة التابعة لقرية نديبة بمركز دمنهور في محافظة البحيرة شمال مصر. يعتبر هذا المسجد رمزا للتعايش والتآخي بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة، حيث تبرع أهالي العزبة من الطائفتين بالأرض والمال لبناءه قبل أربعين عاما.

 تاريخ المسجد

بحسب وكيل وزارة الأوقاف بالبحيرة، فإن المسجد حكومي وإن اسمه “مسجد عزبة شنودة، وليس مسجد شنودة، وهي قرية تابعة لمجلس قرية نديبة”، وأضاف أن المسجد “يحمل هذا الاسم منذ بنائه قبل 40 عامًا على أملاك الإخوة المسيحيين الذين تبرعوا بالأرض لبناء مسجد عليها”.

وقال أحد سكان العزبة في تصريحات لقناة “BBC” إن “شنودة” هو اسم رجل مسيحي كان يمتلك أرضا في العزبة، وأهداها للأوقاف لإقامة مسجد عليها، وأصر أهالي العزبة على تسمية المسجد باسمه تكريما له.

جدل حول الاسم

في مايو 2023، افتتحت أوقاف محافظة البحيرة المصرية يوم الجمعة مسجداً يحمل اسم “شنودة” في قرية نديبة بمركز دمنهور. وأثار اسم المسجد الجديد جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بحكم أنه اسم قبطي ¹.

وبلغت مساحة المسجد 145 متراً مربعاً، ووصلت تكلفته إلى مليون و200 ألف جنيه .

وضح وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة أيمن أبو عمر من خلال مقطع مصور نشره على صفحته على فيسبوك، أن الأوقاف افتتحت تسعة عشر مسجداً خلال هذا الأسبوع، منهم ثلاثة مساجد في محافظة البحيرة، وأطلقت على اسم واحد منهم “عزبة شنودة” نسبة إلى المنطقة التي بني فيها ¹.

وأوضح أن اللوحة التي تم تعليقها على مدخل المسجد سقط منها كلمة “عزبة” ليظهر أن اسمه “مسجد شنودة” بينما الاسم الكامل هو “مسجد عزبة شنودة” كما ورد في مقطع مصور ضمن حديثه ¹.

واعتبر أبو عمر أن ازدياد عدد المساجد التي يتم افتتاحها مؤخراً يعتبر رداً واضحاً على من يعتبر أن “هناك حرب على المساجد”، وفق تعبيره، لكن الجدل الكبير الذي أثاره اسم المسجد دفع إلى اتخاذ قرار بتحويله إلى اسم “عباد الرحمن”.

 ردود الفعل

أشاد عضو مجلس الأمناء في اتحاد علماء المسلمين محمد الصغير باتخاذ قرار تغيير اسم المسجد، معتبراً أن “أسماء المساجد لا تخضع لمنظومة أسماء الطرق والكباري”، على حد تعبيره .

كما اعترض بعض المغردين على الاسم وقالوا إن اسم “شنودة” يعني “ابن الله” باللغة القبطية القديمة، ولا يصح أن يُطلق على مسجد حسب قولهم، وإن الموافقة على ذلك تعتبر من الجهل وفق تعبيرهم .

ومن جهة آخرى طالبت بريجيت محمد عبر حسابها على تويتر في أن “يصبح في مصر مساجد بأسماء مسيحية وكنائس بأسماء إسلامية، حتى تصبح مصر الأولى عالمياً في المحبة والأخوة والتسامح”، بحسب تعبيرها .

أما رجل الأعمال المصري نجيب سواريس، فلاقت تغريدته تفاعلا واسعاً حيث علّق على الموضوع قائلاً إن مصر “لا تحتاج كنائس أو مساجد، بل تحتاج مستشفيات ومدارس” .

يعكس مسجد شنودة قصة فريدة من نوعها للتآلف والاندماج بين المسلمين والمسيحيين في قرية نديبة، حيث ساهم كلا الطائفتين في إقامة هذا المشروع الديني. ورغم الجدل الذي أثاره اسم المسجد، فإن هذه التجربة تظهر روح التضامن والإخاء بين أبناء الشعب المصري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى