نقوش وادي إسلا.. ملامح الدولة النبطية في سيناء
سيناء – محمود الشوربجي
في عمق صحراء الجنوب في سيناء شرق مصر، تقبع مرتفعات جبال الطور الغربية المنشأ الرئيسي لوادي إسلا. وينتظر سكان الوادي الذين لا يتجاوزون مئتي بيتًا قدوم الأمطار والسيل في كل عام. حيث يعتمد الأهالي على الزراعة والرعي.
وينشأ وادي إسلا من المرتفعات الغربية لجبال طور سيناء. ويسير متعرجاً بين جبالها إلى أن يصب في سهل القاع على نحو 23 كم تقريباً من مدينة الطور. ويحتوي إسلا على جوانب جبلية ملساء. كما يُرجع البحاثة أن الوادي سُمي بذلك – إسلا- لهذا السبب.
كما يحتوي الوادي على نقوش أثرية يرجع تاريخها إلى عهد الدولة النبطية ، ويعرف رأس الوادي بوادي الطرفاء. من أجمل أودية سيناء كلها. وبالقرب من المصب في سهل القاع عين مياه تدعى “عين إسلا” تحيطها غابة جميلة من النخيل والأشجار البرية.
بينما في بطن الوادي عدة آبار وقنوات للمياه استخدمت أيام العرب الأنباط لتوصيل المياه الناتجة عن السيول وتوصيلها مباشرة إلى الحدائق. مما يدل على التقدم الحضاري التي عاشته هذه الدولة قديماً من ابتكار طرق للري وحسن استغلالها بشبه جزيرة سيناء .
كما يوجد في الوادي طريق مختصر من الطور إلى دير سانت كاترين ، ويحتوي الوادي على أعشاباً ونباتات طبية يستخدمونها للعلاج منها البعيثران لعلاج المغص والعشترا لتطهير الجروح والبوص الذى يستخدمه أهل سيناء فى عمل الأسبتة .
هذا وفي هذا الوادي بئر حديث البناء يصل عمقه إلى 24 متر. حفره الحاج محمود أحمد صالح القباني في عام 1997م ، مبطن بالخرسانة المسلحة بتكلفة 50 ألف جنيه. علاوة على أن مياهه مالحة ولا تصلح للزراعة. ومن الممكن إنشاء محطة تحلية ماء البحر للحصول على مياه عذبة صالحة للشرب وانتاج الملح .