تأثير الغزو المصري والغزو الآشوري على تاريخ بلاد الشام
شكل غزو المصريين لبلاد الشام في عهد الدولة المصرية الحديثة بداية فترة استعمار طويلة استمرت لمدة 12 قرنًا. وقع الغزو خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد، في أيام الأسرة المصرية الثامنة عشر.
السبب الرئيسي لهذا الغزو كان تهديد المصالح التجارية لمصر في بلاد الشام. بدأت المواجهة بمعركة مجدو في عام 1468 ق.م، حيث انتصر الجيش المصري بقيادة تحتمس الثالث (1490 – 1436 ق.م) في أولى حملاته الحربية.
تحالف المصريون مع حوالى 350 دولة كنعانية بقيادة أمير قادش، وبعد حصار دام سبعة أشهر على مدينة مجدو، اضطر الكنعانيون للاستسلام.
بعد معركة مجدو، سيطروا المصريون على جنوب بلاد الشام، ونشأت الدولة الحورية في شمالها. دخلت الدولة الحورية في حلف مع مصر وعقدت معاهدة سلام، حيث تزوج الملك المصري ابنة الملك الحوري.
استقرت الأمور في شمال بلاد الشام للحوريين، بينما بقيت المناطق الجنوبية تحت سيطرة المصريين.
تأثير غزو المصريين
ادعى الملك الأموري “عبدي عشيرتا” الرغبة في توحيد بلاد الشام، حيث استولى على الإمارات الكنعانية والأمورية. بسط سيطرته وابنه “عزيرو” على كل بلاد الشام.
تلقت الحيثيون، الذين دعموا توحيد بلاد الشام، دعما منها وشنوا غزوًا بعد التوحيد، ضموا الأراضي الفاخرة إلى إمبراطوريتهم. حاولت بعض مدن بلاد الشام المقاومة مثل أوغاريت، لكنها فشلت. أدرك الفرعون المصري “سيتوس الأول” خطر الحيثيين وبادر بالدفاع، حيث استعاد بعض المدن الشامية.
عقد الملك الحيثي “موواتالي” معاهدة سلام مع المصريين، وتم تقسيم بلاد الشام إلى جزء شمالي للحثيين وجزء جنوبي للمصريين.
في عام 1190 ق.م، سقطت الدولة الحيثية بسبب هجوم الإغريق والشعوب العراقية. استغل الملك الآشوري “تجلات بلاسر الأول” الفرصة واجتاح جنوب سوريا في عام 1090 ق.م. أجبر مدينة جبيل على دفع الجزية واستولى على جزيرة أرواد. لكن فترة حكم الآشوريين لم تكن طويلة واقتصرت سيطرتهم على جزء صغير من أراضي الكنعانيين.”