“الهيضورة وجمع شمل العيلة”.. أشهر عادات عيد الأضحى في المغرب
أميرة جادو
ينتظر جميع المسلمين حول العالم عيد الاضحى المبارك، للاحتفال وممارسة كافة الطقوس الدينية المرتبطة به، ويبدأ العيد في المغرب بالخروج في وقت مبكر من الصباح لأداء صلاة العيد وهم يرتدون ألبسة تقليدية، فيظهر الرجال بالجلابيب، أو ما يعرف بــ”فوقية”، وهي عباءة تكون خفيفة وتتخذ عدة ألوان، وغالبا ما يجري اصطحاب الأطفال ليعيشوا أجواء المناسبة الدينية منذ الصغر.
يحرص المغاربة على أداء الصلاة في مساجد أو ساحات واسعة تعرف بالمصليات، وفي القرى والبلدات الصغرى، يصطف الناس في بعض الأحيان داخل المساجد حتى يتبادلوا التهاني فيما بينهم لكأنهم عائلة واحدة.
زخم المائدة
بعد ذبح الخروف، تبدأ عادات الطعام في المغرب، من خلال تحضير قطع مشوية من كبد الخروف أو ما يسمى بـ”بولفاف”، وهذا الاسم جرى اتخاذه لأن الوجبة تكون ملفوفة بالشحم الرقيق، وهي مرفوقة في الغالب بكؤوس الشاي.
ولأن اللحم من عادات الاحتفال بعيد الأضحى في كافة الدول الإسلامية، فإن وجبة الغداء بدورها تكون من الخروف، وهي “التقلية” التي تتكون من قطع متنوعة تشمل معدة الخروف (الكرشة) ثم الرئة والكبد والأمعاء، مع إضافة بهارات متنوعة وبصل وزبيب، فيمتزج فيها المذاقان؛ المالح والحلو.
وغيغ اغلب الأوقات، يكتمل “الثالوث” فتكون وجبة العشاء بدورها من الأضحية، من خلال تقديم رؤوس الخراف المطهوة على البخار، وذلك بعد إزالة ما يعلوها من شعر في عملية تعرف بـ”التشواط”، ثم تقدم جاهزة مع الملح والكمون والشاي.
وبهذه الوجبات يمتلئ اليوم الأول من العيد، وفي الأيام الأخرى يتم تقديم العديد من الأكلات المميزة مثل “المروزية” وهي طبق من اللحم ذي المذاق الحلو، إلى جانب قطع محمرة من الأضحية، وهلم جرا.
دفء اجتماعي
يحرص المغاربة على تبادل الزيارات في عيد الأضحى، كما تنشط حالة السفر بين المدن، لأن المناسبة الدينية مرادفة للدفء الأسري، لدى أغلب الناس، فلا محيد عن رؤية الأهل والأحباب.
ومن العادات المتوارثة أيضا في المغرب، أن يحمل الشخص الذي يزور حماته بأخذ جزء من الأضحية حتى تكون بمثابة هدية.
وبما أن بعض الناس الذين يعانون عسرا ماديا قد لا يستطيعون شراء الأضحية، فإن مبادرات مدنية وخيرية تنشط قبل التضحية، حتى تكون كافة الأسر قادرة على ذبح أضحيتها، في صباح العيد، حتى لا يكون هناك من يشعر بالنقص.
“الهيضورة”
ومن الطقوس التي يذكرها المغاربة أن جلد الخروف لا يجري رميه ولا بيعه، لأنه كان يتحول إلى ما يشبه سجادة صغيرة للصلاة أو الديكور.
ويجري النظر إلى “الهيضورة” بمثابة حذق من سيدة البيت في المغرب، لأنها تحرص على الاستفادة من كافة المواد المتوافرة، فلا تهدر أي شيء.
ولا تخلو عملية تحويل الجلد إلى سجادة من عمل شاق، إذ يحتاج الأمر إلى تنظيف مكثف، ثم التنشيف، ووضع حجر الشبة في وقت لاحق، ثم تصير جاهزة.
ولأن مياها غزيرة جرت تحت نهر عادات المغاربة، فإن تجهيز “الهيضورة” تراجع بشكل كبير، وسط اكتفاء الأسر بالتصدق بها، أو التبرع بها لحملات مدنية تقوم بجمع الجلود وبيعها لأجل أنشطة خيرية أو المساهمة في بناء مساجد.