كيف اهتم محمد علي باشا بتربية أبنائه ؟.. وهذه رسالته إلى سعيد بك
أسماء صبحي
اهتم محمد علي باشا والي مصر بتربية أبنائه، فقد كانت كل خطاباته لأبنائه تحمل عبارات الحب والود والنصيحة مثل روحي، وفلذة كبدي. واختص الباشا بناته بنفس المحبة التي أغدقها علي أبنائه في ذلك العصر، وحرص حرصاً شديداً على تعليمهن وخصص لهن المعلمين في الوقت الذي لم تكن نساء الطبقة الراقية يتلقين إلا تعليماً ضئيلاً.
خطاب محمد علي
وتحمل كل خطاباته إلي أبنائه الآخرين عبارات المحبة والنصج ومنها خطابه لابنه سعيد باشا الذي قال فيه: “صدر من والي مصر ( محمد علي باشا ) إلى ابنه ( سعيد بك ) أنه صار مسموعي عدم التفاتك للدروس، وميلك للراحة وترك مجالسة من تكتسب منه الإنسانية. قد سبق التنبيه عليك بدوام الانتباه للدروس، والسير بالمشي والحركه لعدم حصول السمنة. واللازم عليك الائتلاف بمن لهم معرفة بالأصول، والاهتمام فى تعليم تلك الأصول منهم حتى لايقال أن محمد على سيء الخلق. فلا تغير نشأتك الأصلية كما سبق النصح لك، وتعظيم كبريائك والتزام التواضع مصداقاً للحكم والأحاديث وتسعى فيما يكون به علو شأنك ويمنه تعالى”.
وتابع محمد علي في رسالته: “سأحضر للإسكندرية لامتحانك أمام احد المدرسين. فإذا ظهر عدم الالتفات للدروس وعدم إزالة ثقل جسمك، فرحمة بحالك أجرى تأديبك. بناءً عليه يلزم أن تترك تلك الأدوار والسير في مقتضى هذا، مع الدوام على الحركة وأتعاب جسمك. وعدم الاجتماع على عادمي الأدب”.
وأضاف: “عليك الاقتداء بسير (فارس أفندي) المدرس، أو التطبع بأخلاقه لاتصافه بحسنها. وعدم تناول الطعام معه بالنسبه لاستكنافه بدعة استعمال الشوكة والسكين لأنه صوفى. فيلزم الإصغاء لهذه النصائح وترك ما أنت عليه، والميل، والرغبة إلى التواضع لتكون مقبولاً عند والدك وعند الناس فضلا عن علو شأنك”.
