تاريخ ومزارات

تدل على الطبقة الاجتماعية.. تطور صناعة الملابس في مصر القديمة

أسماء صبحي

تميّزت الملابس في مصر القديمة ببساطتها لمعظم السكان العاديّين، وذكرَ أنّه لا يوجد فرق كبير بين ملابس النساء وملابس الرجال حينئذٍ. واستخدَمَ المصريّون الجلد لصناعة الملابس منذ عصر مصر القديمة، ومع تطور الزمان تطورت معها تلك الملابس. وكانت تدل تلك الملابس التي يرتديها المصري على الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها. فيعرف من خلال ملابسه فيما إذا كان من طبقة عليا ملكية، أم كان كاهنًا أو وزيرًا أو من عامّة الشعب.

كانت الملابس في العصور القديمة تلبَس بلف نقبة حول الوسط، وتطورت في الدولة الوسطى بإضافة نقبة ثانية إليها. أما في العصور الحديثة فقد أضيفت نقبة أخرى على الصدر لتغطيته، وامتاز المصريون القدماء بتفننهم في صناعة الملابس وتصميمها على حسب الطبقة الاجتماعية. حيث تميزت ملابس طبقة الحكام في مصر القديمة والطبقة الملكية باختلافها عن طبقة الوزراء أو الشرطة أو عن ملابس عامة الشعب.

الأزياء الملكية في مصر القديمة

تقول فاطمة عصام، الخبيرة في التاريخ المصري القديم، إن الأزياء الملكية الخاصة بالفراعنة القدماء تعد من أكثر الأزياء فخامة وقيمة. إذ إنها كانت مطرزة بالخيوط الملونة ونسيج الكتان، ويعلو ذلك قطعة تشبه الوبر غالية الثمن.

وتابعت عصام: “أما عن ملابس الكهان، فهناك بعض الملابس المحرّم عليهم لبسها. وهي كل ملابس تصنع من الكائنات الحية: مثل: الصوف والجلد. وكان يجوز لهم لبس الكتان، وكان الكهان أيضًا يرتدون وشاحًا يميّز ويحدّد وظيفة الكاهن ومركزه. أما كبار الكهنة فكان مسموح لهم لبس جلود الحيوانات، مثل جلد الفهد الذين عرفوا وامتازوا به. وكان رداؤهم طويلًا يلفّه الكاهن حول جسده ويعلّق وشاح الفهد، ويعلق جزءًا من الرداء أعلى الكتف”.

ملابس النساء

وأضافت عصام، أن ملابس المرأة المصرية القديمة كانت تمتاز بالبساطة، ولم تكن حينها كثيرة الزينة والحلي. بل إن النساء من أعلى درجة إلى طبقة نساء عامة الشعب كنّ يرتدين الثوب نفسه البسيط الخالي من الزينة المبالغ فيها. ولكن تميزت ملابسهن بالرسومات الغريبة الجميلة، وكان لباسهنّ ضيقًا سيّما من جهة الصدر. واتّسمت أغلب ألوان أثوابهنّ باللون الأبيض أو الأحمر أو الأصفر أو الأخضر.

وأشارت إلى لان أزياء النساء تطورت أيضاً مع تطور الحضارة المصرية القديمة. فمع نهاية الأسرة العشرين من الفراعنة صنع زي جديد للنساء أضيف إليه قميص سميك ومعطف مزخرف فوق الأكتاف. وارتدت النساء قديمًا الملابس الشفافة والتنانير القصيرة أيضًا، وعرفت باسم “الجونلة” وأصبحت العديد من الملابس المصريات ملهمات صناع الموضة إلى هذا اليوم.

ملابس الوزراء والقضاة والشرطة والجنود

وأشارت إلى أن ثوب الوزراء والقضاء كان ضيقًا طويلًا محبوكًا من جهة الصدر. أمّا ملابس الشرطي أو الجندي في الجيش فتختلف على حسب رتبته. فرماة الجيش مثلًا يلبسون نقبة حمراء وقلائد أو أشرطة بيضاء تلتف حول رأس الشرطي أو الجندي في الجيش. لتدل على القوة والنشاط والحيوية الذي يمتلكها الجندي.

ملابس الخدم في مصر القديمة

وأوضحت أن الخادمات في مصر القديمة كانت يرتدين قميصًا ذا أكمام قصيرة. ولم تكن تختلف طبقة نساء الخادمات كثيرًا عن ملابس نساء اللواتي من الطبقة الملكية العليا. فأغلب النساء في مصر القديمة كنّ يرتدين قميصًا ذا أكمام قصيرًا تطوّرَ مع مرور الوقت.

ملابس عامة الشعب

ولفتت إلى أن تختلف ملابس عامة الشعب كانت عن ملابس رجال الطبقة العليا، وتختلف ملابسهم أثناء العمل عن ملابسهم خارجه. ولا يجوز لرجل من عامة الشعب أن يلبس ثياب تشبه ثياب رجال الطبقة الملكية والفراعنة. وكانو يرتدون في الغالب نقبة صغيرة ذات أكمام قصيرة، أما في أثناء عملهم فكانوا يلبسونها متراخية وليست شديدة. بحيث يستطيع تمزيقها بسهولة وفتحها من الأمام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى