حوارات و تقارير

12 مايو.. الذكرى الأربعين لوفاة أمير شعراء المقاومة أمل دنقل

أسماء صبحي 

اسمه بالكامل هو محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل، ولد أمل دنقل عام 1940م في أسرة صعيدية بقرية القلعة. مركز قفط على مسافة قريبة من مدينة قنا في صعيد مصر. وقد كان والده عالماً من علماء الأزهر الشريف، مما أثّر في شخصية أمل دنقل وقصائده بشكل واضح.

سُمّي أمل دنقل بهذا الاسم لأنه ولد بنفس السنة التي حصل فيها والده على إجازة عالمية. فسمّاه باسم أمل تيمّنا بالنجاح الذي حققه.

ورث أمل دنقل عن والده موهبة الشعر، فقد كان يكتب الشعر العمودي، وأيضاً كان يمتلك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي. مما أثر كثيراً في أمل دنقل وساهم في تكوين اللبنة الأولى لهذا الأديب. فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة من عمره مما أثر عليه كثيراً واكسبه مسحة من الحزن تجدها في كل أشعاره.

رحلة أمل دنقل الشعرية

رحل أمل دنقل إلى القاهرة بعد أن أنهى دراسته الثانوية في قنا. وفي القاهرة التحق بكلية الآداب ولكنه انقطع عن الدراسة منذ العام الأول لكي يعمل.

عمل أمل دنقل موظفاً بمحكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية، ثم بعد ذلك موظفاً في منظمة التضامن الأفروآسيوي. ولكنه كان دائماً ما يترك العمل وينصرف إلى كتابة الشعر. وكمعظم أهل الصعيد، شعر أمل دنقل بالصدمة عند نزوله إلى القاهرة أول مرة. وأثّر هذا عليه كثيراً في أشعاره ويظهر هذا واضحاً في أشعاره الأولى.

مخالفاً لمعظم المدارس الشعرية في الخمسينيات، استوحى أمل دنقل قصائده من رموز التراث العربي. وقد كان السائد في هذا الوقت التأثر بالميثولوجيا الغربية عامة واليونانية خاصة. عاصر أمل دنقل عصر أحلام العروبة والثورة المصرية مما ساهم في تشكيل نفسيّته. وقد صدِم ككل المصريين بانكسار مصر في عام 1967 وعبّر عن صدمته في رائعته “البكاء بين يدي زرقاء اليمامة” ومجموعته “تعليق على ما حدث”.

عبّر أمل دنقل عن مصر وصعيدها وناسها، ونجد هذا واضحاً في قصيدته “الجنوبي” في آخر مجموعة شعرية له “أوراق الغرفة 8”. حيث عرف القارئ العربي شعره من خلال ديوانه الأول “البكاء بين يدي زرقاء اليمامة” الصادر عام 1969 الذي جسّد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكّد ارتباطه العميق بوعي القارئ ووجدانه.

صدرت له ست مجموعات شعرية هي:

  • البكاء بين يدي زرقاء اليمامة – بيروت 1969.
  • تعليق على ما حدث – بيروت 1971.
  • مقتل القمر – بيروت 1974.
  • العهد الآتي – بيروت 1975.
  • أقوال جديدة عن حرب بسوس – القاهرة 1983.
  • أوراق الغرفة 8 – القاهرة 1983

مرضه ووفاته

أُصيب أمل دنقل بالسرطان وعانى منه لمدة تقرب من ثلاث سنوات. وتتضح معاناته مع المرض في مجموعته “أوراق الغرفة 8” وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام. والذي قضى فيه ما يقارب الأربع سنوات، وقد عبّرت قصيدته السرير عن آخر لحظاته ومعاناته. وهناك أيضاً قصيدته “ضد من” التي تتناول هذا الجانب، والجدير بالذكر أن آخر قصيدة كتبها دنقل هي “الجنوبي”.

لم يستطع المرض أن يوقف أمل دنقل عن الشعر، حتى قال عنه أحمد عبد المعطي حجازي: “إنه صراع بين متكافئين، الموت والشعر”.

رحل أمل دنقل عن دنيانا في يوم السبت الموافق 21 مايو عام 1983م، لتنتهي معاناته في دنيانا مع كل شيء. وكانت آخر لحظاته في الحياة برفقة د.جابر عصفور وعبد الرحمن الأبنودي صديق عمره. مستمعاً إلى إحدى الأغاني الصعيدية القديمة، وأراد أن تتم دفنته على نفقته لكن أهله تكفّلوا بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى