حوارات و تقارير

قصة الجدار المتكلم.. حدث عجيب هز أركان مصر وانتهى بعقاب صادم

أسماء صبحي

ابن الفيشي رجل من عامة الشعب كان يسكن بالقرب من الجامع الازهر عام 781 هـ. مضت أيامه عادية، وفي يوم من ايام دخل إلى منزله فسمع صوتا من جدار بيته يقول له: “اتق الله وعاشر زوجتك بالمعروف”. بحث الرجل عن مصدر الصوت فلم يجده.

الجدار المتكلم

احتار الرجل في أمره، فأخبر أصحابه بما وقع معه وطلب منهم التوجه إلى منزله ليسمعوا ما سمع من الكلام. فغلب على ظنهم أن هذا من الجان، وأشاعوه في الناس، فارتجت القاهرة ومصر . وأقبل الناس من كل جهة إلى بيت ابن الفيشي لسماع كلام الحائط، وصاروا يحادثون الحائط ويحادثهم. فكثر بين الناس قولهم: “يا سلام سلم، الحائط بيتكلم” وافتتن الناس به وجلبوا له الكثير من المال والهدايا تبركا به.

وصل خبر الجدار المتكلم إلى محتسب القاهرة ( محمود العجمي) الذي توجه إلى بيت “ابن الفيشي” ليختبر ما يقال. ووقف عند الحائط وحدثه فحادثه، فأمر بهدم الحائط فلم يجد شيئا بل واستمر الجدار فى الكلام على الرغم من هدمه.

قرر المحتسب ومن معه قراءة شيء من القرآن، بجوار الجدار. ولكن استمر الجدار في الكلام واشتدت فتنة الناس به.

كشف الحقيقة

وبعد فترة اصدر المحتسب ابن الفضل أوامره بالقبض على ابن الفيشى وزوجته. وما زال يستدرجهما حتى اعترفت المرأة بأنها هي التي كانت تتكلم، وأن الذي دعاها إلى ذلك أن زوجها الذى أساء معاملتها. فاحتالت عليه بهذه الحيلة لتوهمه بأن الجان توصیه بها، فنجحت حيلتها.

وأصدر حاكم المدينة الحكم بضرب ابن الفيشى وزوجته ستمائة ضربة. كما أمر بالتشهير بهما بوضعهما على جملين للسير بهما في شوارع القاهرة ليسخر منهم القاصي والداني عقاباً لهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى