عمره 35 ألف عام.. اعرف حكاية هيكل نزلة خاطر
دعاء رحيل
انتشرت مؤخرًا صورة رجل “هيكل نزلة خاطر” بتقنية ثلاثية الأبعاد، وهو ثاني أقدم هيكل عظمى بشري في مصر يبلغ عمره أكثر من 35 ألف عام. تم إنشاء تقريب للوجه باستخدام المسح التصويري والصور الرقمية لبقايا الهيكل العظمي. قام باحثان من البرازيل بإعادة تصور لوجه هيكل “نزلة خاطر” والمعروض حاليًا بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط. يعد هذا الهيكل أقدم إنسان عاش في مصر قبل 40 ألف سنة، وتم اكتشافه في عام 1980 من قبل بعثة من بلجيكا. كان قوي العضلات وطوله 160 سم، وكان يعمل في محجر لاستخراج حجر الصوان.
علاقة وثيقة بين عينة وادي النيل والإنسان الأوروبي
يمتلك الهيكل ميزتين متشابهتين في الفك السفلي لا توجد بين البشر المعاصرين. يشير هذا إلى أن أسلاف العينة ربما تزاوجوا مع البشر المهجورين قديمًا المجاورين لهم. يعود تاريخ الموقع إلى ما بين 30360-35100 سنة مضت، وتم التنقيب عن فؤوس وشفرات ومقابر وأدوات من العصر الحجري القديم الأعلى. تشير التشابهات بين عينات نزلة خاطر والعينات الأوروبية إلى وجود علاقة وثيقة بين عينة وادي النيل والإنسان الأوروبي الحديث. في عام 2021، انطلق هذا الهيكل ضمن موكب نقل المومиاوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.
أصدرت وزارة السياحة والآثار بيانًا للرد على ما أثير حول نتائج البحث الذي قام به باحثان من البرازيل لإعادة تصور لوجه هيكل “نزلة خاطر”. أكدت هيئة المتحف أن الباحثين لم يتخذا الإجراءات العلمية والإدارية والقانونية الصحيحة، حيث لم يتقدما بطلب لهиئة المتحف لتصوير هиكل “نزلة خاطر” ودراسة قياساته التشريحية. استند الباحثان في بحثهما إلى الرؤية الفنية لهيكل “نزلة خاطر” باستخدام برامج الجرافيك، مما يخالف معايير البحث العلمي.
ثاني أقدم هيكل بشري
تم العثور على هيكل نزل خاطر وهو ثاني أقدم هيكل بشري. ولكن، قبل ذلك، تم العثور على رفات طفل في منطقة تل الترامسة بمحافظة قنا. وبعد الدراسات، تبين أن الطفل مات ودفن قبل 70 ألف عام بالقرب من معبد دندرة. وتعود الرفات للعصر الحجري القديم الأوسط ويعد قبره أقدم مدفن يعثر عليه في مصر وأحد أقدم قبرين للإنسان الحديث (الإدمي) المسمى علمياً (هوموسابينز) في قارة إفريقيا التي تعد مهد البشرية بشكل عام.
تم دفن الطفل في قبر بعمق متر واحد، حيث وضع على ظهره واسندت رأسه على وسادة من الرمل فرشت بالحصى. كانت إحدى يديه ممدودة خلف ظهره والأخرى حول منطقة الحوض، واتجهت رأسه نحو الشرق حيث تشرق الشمس. وقالت بعثة جامعة لوفان إن عمر الطفل يتراوح ما بين 8 و 10 سنوات ولا يعرف سبب موته.
وطفل تل الترامسة هو أقدم بشر عثر عليه حتى الآن في مصر. وكما يقول علماء البعثة في دراساتهم الموسعة، كان ذلك هو الزمن الذي هاجرت فيه من مصر مجموعات بشرية في إحدى موجات الهجرة من قارة إفรيقيا عبر النيل إلى سيناء ثم إلى فلسطين ومنها إلى كل قارات آسيا وأوروبا فيما عُرِفَ باستيلاد: “انتشار الإنسان الحديث في العالم”.