عريس “شايل سيفه” ومسابقات ولحوم 7 ليالي.. عادات الأفراح البدوية في جنوب البحر الأحمر
أميرة جادو
الأفراح البدوية في جنوب البحر الأحمر لها “شكل تاني”، حيث تتمسك القبائل البدوية بالعديد من العادات والتقاليد الديمة التي يحافظ عليها سكن المحافظة ويتوارثوها جيل بعد جيل، إذ ورثوا تلك العادات من أجدادهم ويحرصون على نقلها عبر الأجيال، خاصة قبيلتي «العبابدة» و«البجا» اللتان تسكنان الصحاري، وتتميز تلك الأفراح باستمرارها لأكثر من 7 أيام في طقوس فريدة من نوعها.
الفرح يستمر لعدة أيام
وفي هذا الإطار، أشار الحسن عثمان، من سكان قبائل جنوب البحر الأحمر، لـ “صوت القبائل العربية”، إلى أن العادات وتقاليد التي تخص الزواج تعود إلى سنوات عديدة، ومازال الأهالي يحافظون عليها إذ تعد موروثات من أجدادهم وينتناقلونها عبر الأجيال.
وأضاف “عثمان” أن حفل الزفاف يستمر لعدة أيام انتظارا لحضور المدعوين حيث يستغرق حضورهم أياما وهناك من يأتون بالإبل من القبائل المجاورة في الصحاري، ويتم إطعام الضيوف اللحوم فقط، طوال مدة الحفل التي تستمر لأكثر من أسبوع، قائلًا: “الناس بتنقل للبيت الذي فيه الفرح، حرصًا منهم على الحضور وتقديم المساعدة، وبيتقاسموا الفرح بينهم وأهل العريس بيحضروا لحوم الضأن والإبل والخبز فقط للضيوف، والطقوس دي بتفضل مستمرة لغاية ما ينتهي حفل الزفاف”
تقديم اللحوم ومسابقات الهجن.. عادات جنوب البحر الأحمر
وأضاف “عثمان”، أنه من العادات الدارجة في حفلات الزفاف لديهم، أن النار لا تنطفئ أبدا طوال فترة الحفل، ويتنافس الشباب في سباقات الإبل مع تأدية بعض الرقصات الشهيرة مثل الهوسييت والبيبوب.
وتابع “عثمان”: “الأفراح عندنا بسيطة، لا تعقيدات، كان كل شيء يكفي الكل، لا يتكلف الناس فوق طاقتهم، فلا مظاهر، ولا تفاخر، حيث تؤسس الناس منزلها من البرش وأغصان الأشجار وكل ما هو من البيئة من الجلد والصوف، وموعد حفل الزفاف بيتحدد وفقا للأشهر العربية”.
العريس “شايل سيفه” طول مدة الحفل
ومن جانبه، أوضح منصور سعيد، أحد شيوخ قبيلة «العبابدة» بالبحر الأحمر، إن الزواج في الجنوب يعتمد على فكرة الترابط العائلي وعادة تتزوج الفتاة لابن عمها، وترتدي العروس الثوب المطرز، وطوال مدة حفل الزفاف يحمل العريس السيف، ويدل ذلك أن العريس أصبح قويا عند بلوغه سن الزواج، استنادا إلى مقولة الأجداد بأن من يحمل السيف قد أصبح من الرجال الأشداء.
ولفت “سعيد”، خلال حديثه لـ “صوت القبائل العربية”. إلى أن الفرح يستمر لعدة أيام وذلك بسبب بعد المسافات بين القبائل في الصحاري الشاسعة، ويمكن أن يقطع المدعو مسيرة أسبوع بالجِمال لحضور حفل الزفاف الذي يمتد لعدة أيام كي يتم الترحيب بالمعازيم.