أحلى غنوة وأجمل حدوتة.. الموت يكتب فصل النهاية في رحلة “أبلة فضيلة”
أسماء صبحي
“أبلة فضيلة”، هي فضيلة توفيق ووالدتها تركية، وكانت تعمل وصيفة عند السلطانة ملك، زوجة السلطان حسين. أما والدها السيد توفيق عبدالعزيز، حاصل على ليسانس الحقوق، إلا أنه فضل إدارة أملاك الأسرة والتفرغ لذلك.
نشأة أبلة فضيلة
غرس فيها والدها حب العلم، وأصر على أن تكمل ابنته تعليمها الجامعي، مع أن التعليم الجامعي آنذاك لم يكن شائعًا بالنسبة للفتيات. وأمام إصراره التحقت بكلية الحقوق، كلية الوزراء في ذلك الوقت، والتي ضمت خمسة عشر طالبة فقط.
بعد تخرجها من الحقوق، ولتفوقها في الدراسة، اختارها أستاذها حامد باشا للعمل معه في المحاماة. لكنها فشلت فشلاً ذريعاً في هذه المهنة، لأنها كانت تسعى دائماً إلى الصلح بين الخصوم بعيداً عن القضايا والمحاكم. ولهذا رشحها أستاذها للعمل في الإذاعة، فالتحقت بها بعد اجتيازها الكثير من الاختبارات.
العمل في مجال الإعلام
عينت أبله فضيلة مذيعة هواء لفترة، وبغريزة حب البراءة اختارت مجال الأطفال، عالمها الذي تحبه وتعشقه، واختبرته منذ صغرها، بحواديت وحكايات كانت تحكيها لأطفال العمارة بعد أن يلتفوا حولها في المساء.
بدأت أبلة فضيلة مع بابا شارو؛ فقد كان الوحيد وقتها الذي يذيع على الهواء. حيث كانت تتواجد مع الأطفال في استوديو، و هو في الاستديو الآخر، بعدها يبدأ برنامج “حديث الأطفال، وكان يذاع ثلاثة مرات أسبوعيا، أعقبه بعد ذلك برنامجها الأشهر “غنوة وحدوتة”.
بعد عام من عملها في الإذاعة تم افتتاح التلفزيون، ورشحت للعمل فيه، لكنها فضلت عشق الميكروفون. وتؤمن أبله فضيلة بأن سر نجاح مذيع الأطفال موهبة من الله، وقدرة المذيع على أن يجتذب الأطفال ويشعرهم بحنان أبوي وصوت دافئ.
ورحلت الإذاعية الكبيرة “أبلة فضيلة” عن عالمنا في أول أيام رمضان عن عمر ناهز 93 عاماً في كندا.