حوارات و تقارير

الفرجة الشعبية في البحرين: الحكواتي والعراضة ومجالس السمر

أسماء صبحي – تعد الفرجة الشعبية في البحرين جزءًا أصيلًا من الموروث الثقافي والاجتماعي الذي يعكس حياة المجتمع البحريني في الماضي بما تحمله من بساطة وتلقائية وروح جماعية. ومن أبرز عناصر هذه الفرجة: الحكواتي، والعراضة، ومجالس السمر. والتي كانت تمثل وسائل الترفيه والتعليم والتواصل بين الناس قبل ظهور الوسائط الحديثة.

الحكواتي في الفرجة الشعبية 

الحكواتي أو “الراوي”، كان شخصية محورية في المجالس الشعبية البحرينية. يجمع حوله الأطفال والكبار في المساءات خاصة في شهر رمضان أو في ليالي الشتاء. ليحكي القصص والأساطير والحكايات الشعبية المشوقة. ومن أشهر ما كان يروى: قصص “أبو زيد الهلالي”، و”عنترة بن شداد”، و”الأمير حمزة”. وغيرها من السير البطولية والأساطير العربية.

ولم يكن الحكواتي مجرد ناقل للقصص، بل كان مؤديًا بارعًا يستخدم صوته وتعابير وجهه وحركات يديه لجذب المستمعين. ويثير في نفوسهم الحماس أو الخوف أو الضحك، حسب طبيعة القصة. وقد ساهم الحكواتي في ترسيخ القيم الاجتماعية والبطولية. وغرس حب اللغة العربية في قلوب الصغار، خاصة في وقت كانت فيه القراءة والكتابة محدودة الانتشار.

العراضة

العراضة البحرينية هي نوع من العروض الجماعية الشعبية التي تقام في المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس، أو عودة الحجاج، أو الاحتفالات الدينية. وهي تتكون من مجموعة من الرجال يرتدون الزي الشعبي التقليدي. ويتقدمهم حملة الطبول والأدوات الإيقاعية، يرددون أهازيج وأناشيد تراثية ذات طابع ديني أو وطني.

وتتميز العراضة بإيقاعها الحماسي وكلماتها البسيطة التي تُلهب مشاعر المشاركين والمشاهدين. كما يتخللها أحيانًا عروض رمزية بالسيوف أو العصي، ترمز إلى الشجاعة والفخر. وهي تعبر عن التضامن المجتمعي والانتماء، وتضفي على المناسبة طابعًا احتفاليًا يعزز روح الفرح الجماعي.

مجالس السمر

أما مجالس السمر، فهي تجمعات أهلية تُعقد في البيوت أو في الساحات العامة، خاصة في القرى البحرينية بعد انتهاء يوم العمل. وتكون مخصصة للراحة والتواصل وتبادل الأحاديث. ويجلس الرجال على الحصر أو المفارش التقليدية، ويشربون القهوة العربية، ويتبادلون النكت والأخبار. ويرددون الشعر أو الغناء الشعبي مثل “الفجري” و”الخليجي”.

وغالبًا ما تتحول هذه المجالس إلى مسرح غير رسمي تعرض فيه قصص فكاهية أو تجارب حياتية. أو يستضاف فيها حكواتي شعبي، أو شاعر نبطي. وكانت هذه المجالس تمثل وسيلة من وسائل نقل الخبرة، وتوطيد العلاقات، وتحقيق الترفيه الجماعي بروح من الألفة والمحبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى