تاريخ ومزارات

معبد هابو.. أحد أفخم المعابد الجنائزية أثاثًا ونقشاً في مصر القديمة

أسماء صبحي

معبد هابو، هو المعبد الجنائزي أو معبد مدينة هابو أو معبد رمسيس الثالث. يعد من أعظم معابد الأسرة العشرون شيده الملك رمسيس الثالث لإقامة الطقوس الجنائزية له ولعبادة المعبود آمون. ويتكوّن المعبد من مدخل عظيم محاط ببرجين، على هذه الأبراج نقوش تمثّل أذرع الأسرة وصور لرمسيس الثالث، والطبقات العليا لهذين البرجين كانت مخصصة للحريم الملكي.

وتقول فاطمة عصام عثمان، الباحثة في التاريخ المصري القديم، إن هذا المعبد يعد أفخم المعابد أثاثاً ونقشاً، وكان تمثال (آمون) به مزيّن بالأحجار الكريمة. وعلى جدران المعبد نجد نقوشاً قيّمة، منظراً يصوّر الانتصار البحري على قبائل شعوب البحر (الشردانا). قصص ومناظر أخرى تمثّل الحملة البحريّة على الليبيين، كما نرى بعض المعبودات حاملة القرابين من الضياع الملكيّة تحضّرها للمعبود آمون في المعبد.

سبب التسمية

وأضافت فاطمة، أن المعبد شيد في بداية حكم الملك رمسيس الثالث كمعبد جنائزي. وأشرف على بناء المعبد «أمون مس» أمين خزانة معبد آمون. ويشير النصف الأول للتسمية المعاصرة للمعبد، إلى المدينة المسيحية التي بنيت بداخل حوائط المعبد. ويرجح البعض أن كلمة هابو، تشير إلى أمنحتب ابن حابو، وزير أمنحتب الثالث. كما أن هناك اعتقاد أن هذه التسمية ترجع إلى الكاهن المسيحي، الذي كان يقيم في هذه البقعة بعد ذلك.

وأشارت فاطمة، إلى أن هذا المعبد من أكبر المعابد الجنائزية التي خُصصت لتخليد ذكرى الملوك في عصر الدولة الحديثة. وتبلغ مساحته ما يقرب من 320 مترًا طولاً من الشرق إلى الغرب، و200 مترًا عرضًا من الشمال إلى الجنوب. وهو يعتبر المعبد الوحيد المحصن، ومن أغلب الظن انه شيد على مرحلتين، فالمرحلة الأولى تشمل بناء المعبد وملحقاته داخل سور مستطيل. والمرحلة الثانية بدأت أغلب الظن في النصف الثاني من حكم الملك رمسيس الثالث. وفي هذه الفترة تم تشييد السور الخارجي ببوابتيه الكبيرتين المحصنتين في كل من الشرق والغرب. وقد شيد بين السورين في الشمال والجنوب منازل الكهنة والقائمين على المعبد.

تصميم معبد هابو

وأشارت إلى أنه تم تخطيط معبد مدينة هابو بشكل منظم، وللمعبد سورين، سور داخلي والآخر خارجي، ويوجد خارج سور المعبد المرسى الخاص بالسفن. فعند الدخول إلى المعبد من مدخلة بالجهة الجنوبية الشرقية؛ وهو عبارة عن بوابة كان يجاورها من ناحية الجانبين حجرتان للحراسة لنصل إلى مايطلق عليه بوابة رمسيس الثالث العالية. وهو بناء فريد من نوعه في مصر، وقد أمر رمسيس الثالث بتشييده على نمط القلاع السورية التي تعرف باسم «مجدل». وهو يتكون من برجين ذوى شرفات يتوسطهما بوابة وهي التي تعتبرالمدخل.

وتابعت، إن صالات الأساطين الثلاثة الخاصة بمعبد مدينة هابو تقع على محور المعبد. ويتبع أحدهما الأخر وتتميز صالة الأساطين الأخيرة بثلاثة مداخل. مدخل في الوسط للوصل إلى مقصورة قدس الأقداس الخاصة بزورق الإله آمون. والمدخل الثاني يوصل إلى مقصورة زورق الإله خنسو، والمدخل الثالث يوصل إلى مقصورة زورق الإلهة موت.

وقدس الأقداس بمعبد مدينة هابو هو الجزء الخاص بـ “ثالوث طيبة المقدس” محاط بالعديد من الحجرات المختلفة الاشكال ومختلفة المحاور، البعض منها خاص بالإلهة والإلهات. والبعض الآخر مخصص لمستلزمات المعبد التي كانت تستخدم في الطقوس والشعائرالدينية بالمعبد، والطقوس التي كانت تفيد الملك المتوفى اثناء رحلتة إلى العالم الآخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى