«مدفع الحاجة فاطمة».. اعرف حكاية مدفع رمضان وتطوره عبر التاريخ
أميرة جادو
اختلفت الروايات التاريخية بشأن بداية مدفع رمضان، تقول الرواية الأولى أن المدفع يعود إلى عهد خوش قدم؛ الوالي المملوكي الذي تلقى هديةً من ألمانيا سنة 1465 م الموافق سنة 869 هـ ، وكانت عبارة عن مدفع، ومع غروب شمس يوم 1 رمضان سنة 869 هـ، سمع المصريون دوي طلقة المدفع فظنوا أن هذا إيذانا لهم بالإفطار، فاستحسنوا هذا التقليد الجديد.
حكاية مدفع الحاجة فاطمة
وفي هذا الإطار، كشف وسيم عفيفي، الباحث التاريخي، إن الرواية الثانية تشبه نوعا ما الرواية الأولى لكنها تنتسب إلى عصر الوالي محمد علي. لكن أشهر تلك الروايات هي الرواية الثالثة والتي دارت أحداثها في عصر الخديوي إسماعيل. حيث أن جنود الخديوي كانوا يقومون بتنظيف المدافع الحربية الموجودة في القلعة. فانطلقت بالخطأ قذيفة من المدفع وقت غروب الشمس في رمضان فاعتقد الشعب أن هذا تقليدا حكوميا جديداً واستحسنوه.
وأضاف “عفيفي”، أن “فاطمة” ابنة الخديوي إسماعيل بهذا الموضوع.. فأصدرت أوامرها بأن يكون في مصر طلقتين يومياً في رمضان من المدفع الأولى وقت الإفطار والثانية لحظة الإمساك. ومنذ ذلك الوقت ارتبط المدفع بنجلة الخديوي إسماعيل فسُمِّي بـ “مدفع الحاجة فاطمة”.
تغيير وتطور مدفع رمضان
وأشار “عفيفي”، إلى أن المدفع تغير أكثر من مرة وانتقل إلى أكثر من مكان، ويعرض حاليا بساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة. ومواصفاته هي مدفع ماركة كروب إنتاج عام ١٨٧١ . عبارة عن ماسورة من الحديد ترتكز على قاعدة حديدية بعجلتين كبيرتين من الخشب بإطارات من الحديد. وكان يقوم بتشغيله اثنين من الجنود أحدهم لوضع البارود في الفوهة والأخر لإطلاق القذيفة.
وتابع “عفيفي”، أن المدفع كان يطلق من فوق هضبة المقطم وهي منطقة قريبة من القلعة ونصبت مدافع أخرى في أماكن مختلفة من المحافظات. ويقوم على خدمة المدفع أربعة من رجال الأمن الذين يُعِدُّون البارود كل يوم مرتين لإطلاق المدفع لحظة الإفطار ولحظة الإمساك.
والجدير بالذكر، أن القاهرة تضم ستة مدافع حتى وقت قريب موزعة على أربعة مواقع.. اثنان في القلعة واثنان في العباسية وواحد في مصر الجديدة وآخر في حلوان. تطلق مرة واحدة من أماكن مختلفة بالقاهرة حتى يسمعها كل سكانها.