معبد الأقصر.. أفضل المعابد المصرية حفظاً وأجملها بناءً
أسماء صبحي
معبد الأقصر، هو معبد كبير من المعابد المصرية القديمة، يقع على الضفة الشرقية لنهر النيل في مدينة الأقصر اليوم المعروفة بأسم (طيبة القديمة). تأسس سنة 1400 ق.م، شيد معبد الأقصر لعبادة آمون رع وزوجته موت وابنهما خونسو. وهي الآرباب التي يطلق عليها أيضا لقب الثالوث الطيبي (ثالوث طيبة).
سمي المعبد أيضاً “إيبت رسيت” (وتعني الحرم الجنوبي أو المكان الخاص بآمون رع).وهو من أحسن المعابد المصرية حفظاً وأجملها بناء.
بناء معبد الأقصر
تقول فاطمة عصام عثمان، الباحثة في التاريخ المصري القديم، إن هذا المعبد بني على يد المهندس أمنحتب بن حابو. ويقع المعبد على بعد حوالي ثلاثة كيلو مترات إلى الجنوب من معبد الكرنك.
وأضافت عصام، أن الفضل في بناء هذا المعبد في صورته الحالية على الضفة الشرقية للنيل على محور واحد من الشمال إلى الجنوب، يعود إلى الملك أمنحوتب الثالث من ملوك الأسرة الثامنة عشر. ولكن لم يبنى على يد أمنحوتب الثالث فقط، بل تم تشييده في عهد ملوك الأسرة الثامنة عشر، والأسرة التاسعة عشرة.
وأشار إلى أن الملك تحتمس الثالث (1490-1436 ق.م.) أقام مقاصير لزوار ثالوث طيبة المقدس. كما قام توت عنخ آمون (1348-1337 ق.م.) باستكمال نقوش جدرانه. وقد دمرت المقصورة الثلاثية التي كانت قد شيّدت من قبل في عهد الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث (من الأسرة الثامنة عشرة). ثم أعيد بناؤها في عهد الملك رمسيس الثاني.
محتويات المعبد
وأكدت عصام، أن رمسيس الثاني أضاف عده إضافات للمعبد، منها بناء صالة أعمدة وصرح كبير يتكون من جناحين يمثلان مدخل المعبد. بالاضافة إلى مجموعة من التماثيل الضخمة، ضم الصرح زوج من المسلات بارتفاع ٢٥ متر ولم يتبق سوى واحدة بينما نقلت الأخرى إلى باريس.
وأشارت عصام، إلى أن أمنحتب الثالث أمر بإقامة هذا المعبد لثالوث طيبة أغلب الظن لأمرين: الأول كان لتأكيد نسبة للإله آمون نفسه. إذ أن أحقيته للعرش لم تكن واضحة طبقاً للتقاليد المصرية التي تنص بأن الفرعون يجب أن يكون ابن فرعون وأميرة من سلالة نقية. أما إذا كانت سلالته غير نقية فيكتسب أحقيته للعرش بالزواج من الإبنة الكبرى للملك (السابق).
وتابع: “لم ينطبق أحد الشرطين على أمنحتب الثالث فأمه لم تكن مصرية وزوجته لم تكن من سلالة ملكية. ولهذا أكّد شرعيته للعرش بإثبات نسبه للإله آمون نفسه وتسجيل ولادته المقدسة على جدران الغرفة الشهيرة بالمعبد والمعروفة بغرفة الولادة. والثاني هو إرضاء لكهنة آمون لكي يتقبلوه فرعوناً شرعياً لمصر، ولذلك خصص هذا المعبد للإله آمون ولصورة من صوره. وهي التي يطلق عليها “آمون رع-كا-موت-أف” أي “آمون –رع ثور أمه” وهي الصورة التي تظهر آمون-رع كآلة للخصب ولدورة الحياة.