عادات و تقاليد

إغلاق “الخمارات” وإقامة موائد الرحمن.. تعرف على عادات الفاطميين لاستقبال شهر رمضان

أميرة جادو

يعتبر “شهر رمضان” المبارك من الأشهر التي كانت لها مكانة مميزة وطابع خاص عند الفاطميي. وكان هناك نظاما جديدًا للأسبلة والموائد الجماعية للإفطار في رمضان وأقام الخليفة العزيز بالله أول مائدة في الجامع العتيق “جامع عمرو بن العاص” دعا إليها أهل الفسطاط. وسنتعرف من خلال هذا المقال على كافة عادات الفاطميين في رمضان.

موائد إفطار في قصر الخليفة

وكانت “موائد الإفطار” يتم إقامتها أيضًا داخل قصر الخليفة ويقدم أكثر من ألف قدر من كافة أنواع الطعام والحلوى المختلفة تقدم للفقراء والمحتاجين.. علاوة على أن الموائد كان لها بروتوكول واهتمام خاص؛ حيث كان يتم إقامتها في قاعة الذهب؛ التي بها سرير الملك.. ويدعى إليها قاضى القضاة ليالي الجمع توقيرًا له.. أما باقي الليل فيُدعى أميرٌ من الأمراء بالتناوب.

موكب الخليفة

ومن عادات الفاطميين للاحتفال بقدوم شهر رمضان “موكب الخليفة”. حيث يبدأ الموكب بتجمع موظفي الدولة وقادة الجيش والأسطول في ميدان واسع أمام أحد القصور الفاطمية محمولين في “هوادج” والعبيد يحملونها وتحيط بهذه الهوادج أو الأسرة الفاخرة المتنقلة ستائر مختلفة الألوان. بالإضافة إلى أن بعضها تحمله الجمال أو البغال أيضا.

وكان عدد من الجنود يسيرون أمام “الهوادج” في استعراض القوات الرمزية وهم يحملون السيوف المزينة بعدة لفافات من الحرير الملون. فضلاً عن أعلام مختلفة من الحرير كتب فوق كل منها اسم الخليفة الفاطمي مع عدم نسيان شيء عام وهو تطريز هذه الرايات بالشعار الرسمي للدولة الفاطمية.

ووفقاً لما ذكرته مجلة “آخر ساعة” في عام 1968 فأن “ساعة الصفر” أو اللحظة الحاسمة. حيث يخرج الخليفة من قصره وقد وضع عمامته المستطلية المرصعة بالجواهر يحيط به الحرس من كل اتجاه وأمامه بعدة أمتار حملة الأعلام. بعدها يتحرك هذا الموكب الكبير إلى الجامع الأزهر الذي كان يشهد في هذه الأوقات أيامه الأولى. حيث تقام فيه الصلاة احتفالا بأول رمضان. بينما تكون أخبار موكب الخليفة قد سبقت الناس إلى كل مكان وأقبلوا هم من كل مكان في القاهرة الجديدة ومن أماكن عديدة حولها أيضا لمشاهدة هذا الموكب الكبير.

هدم دكة القضاة

وفي بداية حكم “الفاطميين” لمصر قاموا بهدم “دكة القضاة” المقامة من الخشب بجانب جبل المقطم التي كان يستخدمها القضاة لتحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك في عهد الفاطميين ومن سبقوهم. وقاموا ببناء مسجد صغير بدلا منها.

وتوقف القضاة عن “رؤية الهلال” منذ بداية عصر المعز لدين الله الفاطمي وحتى انتهاء عهد الدولة الفاطمية. وذلك بسبب اعتماد الفاطميين على “الحسابات الفلكية” في استطلاع رؤية هلال شهر رمضان. وفقاً لما نشرته جريدة أخبار اليوم في الثامن من أكتوبر عام 1972.

وكان لشهر رمضان مكانة خاصة عند الفاطميون، حيث تبدأ الاحتفالات بقدومه قبلها بـ 3 أيام فيخرج قاضى القضاة في موكب مهيب إلى الجوامع والمدارس والمستشفيات والمدافن. ليقوم بنفسه بالإشراف على نظافة هذه الأماكن وحسن استعدادها للشهر الكريم.

خزينة التوابل

كما يتم إضاءة القناديل وتتوزع مشاعل البخور في كافة أرجاء “القاهرة الفاطمية” اذكي الروائح الطيبة وتأمر الدولة. بصرف كميات هائلة من المواد التموينية لهذه الأماكن من مكان يعرف باسم “خزينة التوابل”.

غلق الخمارات

والجدير بالذكر أن على مقربة من القصر كان يتم إقامة “دار الفطرة” المعروفة بموائد الرحمن لإطعام الفقراء. ويعد الفاطميون هم أول من أغلقوا الخمارات في شهر رمضان وقاموا بإنذار أصحاب الخمارات بمنع تداول الخمر نهائيا. ومن يخالف ذلك تتم مصادرة جميع أملاكه على الفور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى