ملحمة المهندسين العسكريين في عبور قناة السويس وفتح الثغرات بخط بارليف
أسماء صبحي
رغم كل ما قيل عن الإنجاز العسكري العبقري لعملية عبور قناة السويس وفتح الثغرات في خط بارلييف. إلا أن المرحلة الأولى من العمليات كانت عملية مهندسين بحتة. فلولا فتح الثغرات في الساتر الترابي على الضفة الشرقية وتركيب الكباري الثقيلة والخفيفة. وتجهيز المعديات لنقل الدبابات وتشغيل آلاف القوارب التي حملات عشرات الآلاف من أفراد المشاة للشاطئ الشرقي للقناة.
لولا كل هذه المهام التى قام بها المهندسون في وقت واحد تقريباً. وتحت سيل منهمر من نيران وقذائف وصواريخ العدو. لما امكن لملحمة العبور أن تتم، ولما تيسر اقتحام قناة السويس خلال ساعات معدودة على مواجهة حوالى 160 كيلو مترا. بقوة خمس فرق مشاة تتكون من حوالى 80 ألف جندى بكامل معداتهم واسلحتهم ومركباتهم في 12 موجة متتالية.
ملحمة المهندسين
انها ملحمة صنعها قادة وظباط وجنود 35 كتيبة مهندسين عسكريين من مختلف التخصصات. قاموا بعمل خارق أشبه بالمعجزة. ملحمة ظل خلالها المهندسون العسكريون أكثر من خمس سنوات يبذلون جهودهم ومحاولاتهم لإيجاد الحلول المناسبة لمشاكل العبور الصعبة.
وقبل حلول السادس من أكتوبر عام 1973، كانت جميع المشكلات قد حلت وجميع المصاعب قد ذلت. وفي يونيو 1971 تقدم المقدم باقي ذكي حيث عمل من قبل في السد العالي باقتراح يشمل استخدام طريق التجريف بالمياة بواسطة الطلمبات لفتح الثغرات في الساتر الترابي.
وقام المهندسون بعمل تجربة لاختبار الأسلوب الجديد واستخدمو فية 3 مضخات مياة صغيرة إنجليزية الصنع. وكللت التجربة بالنجاح وكان واضحاً أنه كلما زاد ضغط المياة زاد تهايل الرمال وبالتالي سرعة فتح الثغرات. وبعد عدة تجارب اتضح أن كل متر مكعبا من المياة يزيح مترا مكعبا من الرمال. وأن العدد المثالى لكل ثغرة هو خمس مضخات.
فتح الثغرات وتركيب الكباري
وتقرر في منتصف عام 1971 أن يكون أسلوب المهندسين في فتح الثغرات في الساتر الترابي. هو أسلوب التجريف وضغط المياة وتم على إثر ذلك شراء 300 مضخة مياة إنجليزية وصلت عامي 71 و72. وفى أوائل 72 تقرر شراء 150 مضخة ألمانية الصنع.
المشكلة الثانية التي واجهت المهندسيين العسكريين تمثلت فى إنشاء المعديات والكباري. خاصة وأنه لم يكن لدى سلاح المهندسين عقب حرب 67 سوى عدد محدود من الكباري السوفيتية الثقيلة التي تستغرق 5 ساعات في تركيبها. وأمكن بعد ذلك تحويل كباري البيلى الإنجليزية الثقيلة إلى كباري خفيفة يتم تجهيزيها في ساعات قليلة. باستخدام الخراطيم الخاصة بها، وكذلك تصنيع وتدبير 2500 قارب لعبور المشاة. وفي المرحلة الأولى لتامين رؤوس الكباري نجح المهندسيين في إنشاء عشرة كباري ثقيلة وعشرة كباري مشاة وعدد من كباري الهيكلية و31 معدية.