غزوة تبوك.. ساعدت على توطيد أسس الدين الإسلامي في شمال الجزيرة العربية
وقعت غزوة تبوك في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة، وكانت آخر غزوة خرج بها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-. وقد كانت بين المسلمين والروم، في شمال الجزيرة العربية، في منطقة تبوك التي تبعد عن المدينة المنورة 800 كيلو تقريباً، ولم يحدث فيها قتال.
وتقول رحمه سليم، الباحثة فى أثار مصر الإسلامية، إن غزوة تبوك تسمى بغزوة العسرة. وقد وردت هذه التسمية في القرآن الكريم، وذلك بسبب العسر والضيق الذي أصاب المسلمين عندها. فكان تجهيز الجيش صعبًا، وكانت الظروف في ذلك الوقت صعبة على المسلمين، وأخبر الله -تعالى- عن بعض وقائعها في سورة التوبة.
أعذار المنافقين للتخلف عن غزوة تبوك
وأضافت سليم، إن المنافقين كانوا يختلقون الأعذار لكي لا يخرجوا في غزوة تبوك. وكان الجد بن قيس من المنافقين الذين تخلفوا عن الغزوة لخوفه من أن يفتن بنساء الروم. حيث قال: “قد علمت الأنصار إني مستهتر بالنساء فلا تفتني ببنات الأصفر، ولكني أعينك بمالي فاتركني”. وغيره من المنافقين الذين أبدوا الأعذار لكي لا يشاركوا في غزوة تبوك.
وقد أخبر عنهم الله -تعالى- في القرآن الكريم حيث قال: {وَمِنْهم مَّن يَقول ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمحِيطَة بِالْكَافِرِينَ}. وكانت أغلب آيات السورة التي تتحدث عن غزوة تبوك تختص بالحديث عن المنافقين وموقفهم، وفرحهم بالقعود عن الجهاد.
التوبة عن المخلفين
وتابعت سليم: “لم يكن جميع الذين تخلّفوا عن الخروج إلى غزوة تبوك من المنافقين. فبعضهم كان من المؤمنين الذين لم يقدروا على الخروج، إلَّا أنهم حسبوا من الذين قعدوا عن الجهاد كسلًا. وكان عددهم ثلاثة، وهم: مرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، وكعب بن مالك. وكانوا قد اعتزلوا الناس حتى قبل الله -تعالى- توبتهم، وأنزل الله -تعالى- توبتهم في القرآن”.
وأشارت إلى أن غزوة تبوك، أسفرت عن نتائج عديدة، من أهمها ما يأتي:
- عودة المسلمين من غير قتال بعد فرار جيش الروم وعدم مواجهتهم للجيش الإسلامي.
- وقوع الصلح بين حكام المدن والمسلمين، وإيثارهم الصلح على الجزية.
- توطيد أسس الدين الإسلامي في شمال الجزيرة العربية، والتمهيد للفتوحات في بلاد الشام.