تاريخ ومزارات

باب اليمن: بوابة التاريخ والمجد في صنعاء

أسماء صبحي

باب اليمن، البوابة التاريخية الأشهر في العاصمة اليمنية صنعاء. ويعد من أبرز المعالم الأثرية التي تشهد على عراقة المدينة القديمة. ويمثل هذا الباب المدخل الرئيسي للمدينة المسورة منذ قرون، حيث ظل شامخًا في وجه الزمن محافظًا على طابعه المعماري الفريد. كما يقال إن الباب بني منذ أكثر من ألف عام، وظل رمزًا لصنعاء القديمة وسورها الدفاعي. واليوم، لا يزال هذا الباب يلعب دورًا ثقافيًا وسياحيًا، حيث يتوافد عليه الزوار من داخل اليمن وخارجه للاستمتاع بأجوائه التراثية المميزة.

تاريخ بناء باب اليمن

يعود بناء الباب إلى فترات تاريخية مختلفة، حيث تشير بعض المصادر إلى أنه شُيِّد خلال الدولة اليعفرية (439هـ – 532هـ). بينما تؤكد مصادر أخرى أن بنائه جرى في عهد الدولة الصليحية خلال القرنين الخامس والسادس الهجري. ثم أُعيد ترميمه وتوسيعه في عهد الدولة الأيوبية بعد سيطرتها على اليمن سنة 569هـ.

كان الباب واحدًا من عدة أبواب رئيسية كانت تحيط بصنعاء القديمة. ولكن مع مرور الزمن، بقي هذا الباب وحده محتفظًا بهيئته الأصلية. كما كان يتم إغلاقه مع غروب الشمس، ولا يُفتح إلا عند بزوغ الفجر، ما جعله أحد أهم المداخل المنظمة للمدينة.

التصميم المعماري والهندسي

يتميز الباب بتصميمه الفريد، حيث يرتفع عن سطح الأرض بحوالي 8 أمتار. ويتكون من قوس حجري ضخم يعلوه برج مزخرف. بينما يمتد سور صنعاء القديمة بطول 6200 متر بشكل متعرج حول المدينة، مانحًا لها حصانة دفاعية قوية.

يتكون الباب من بوابة خشبية كبيرة مدعمة بمسامير حديدية ضخمة. وكانت تغلق ليلاً لمنع دخول الغرباء وحماية السكان. كما توجد على جانبي الباب أبراج حراسة كانت تُستخدم قديمًا لرصد أي تهديدات أمنية.

ولعب الباب دورًا حيويًا في الحياة السياسية والعسكرية لصنعاء.حيث كان معبرًا أساسيًا لدخول القوافل التجارية والوفود الرسمية إلى المدينة. كما شهد العديد من الأحداث التاريخية. بما في ذلك دخول الجيوش الغازية والاحتفالات الرسمية أثناء فترات الحكم المختلفة.

ويعتبر الباب جزءًا أساسيًا من التراث العمراني لليمن، إذ لم يكن مجرد مدخل. بل كان يستخدم كمركز للرقابة والتجارة والتحصيل الضريبي، حيث كانت السلع القادمة إلى صنعاء تخضع للفحص قبل دخولها عبره.

وجهة سياحية وتراثية

رغم مرور مئات السنين، لا يزال الباب يحافظ على أهميته، ولكن هذه المرة كموقع سياحي وتراثي يجذب الزوار. وعند الدخول من خلال هذا الباب، يجد الزائر نفسه في أزقة صنعاء القديمة الضيقة..حيث الأسواق التقليدية، والبيوت الطينية ذات النوافذ المزخرفة، والمساجد القديمة.

كما تعد المنطقة المحيطة بالباب سوقًا شعبية نشطة، تباع فيها المنتجات اليدوية. مثل المشغولات الفضية، والأواني النحاسية، والعطور التقليدية، إضافة إلى الملابس اليمنية كالجنبية والثوب الصنعاني. كما يمكن للزائر تذوق المأكولات الشعبية الشهيرة مثل السلتة والفحسة.

ويقول الباحث اليمني فضل النقيب، إن باب اليمن ليس مجرد بوابة أثرية، بل هو رمز لهوية صنعاء وتراثها العريق. وعبر العصور كان يمثل نقطة عبور بين القديم والحديث، واليوم لا يزال أحد الشواهد الحية على عظمة التاريخ اليمني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى