حوارات و تقارير

القاهرة المعزية.. مقر الخلافة الفاطمية التي بناها جوهر الصقلي

القاهرة المعزية ، هي المدينة التي بناها جوهر الصقلي لتكون مقر الخليفة الفاطمي بعد الفتح الفاطمي لمصر سنة 969م. أرسل الخليفة الفاطمي المعز لدين الله قائده جوهر الصقلي لفتح مصر. و تمكن جوهر من دخول مصر دون قتال ودخل الفسطاط في 17 شعبان سنة 358 هج / 7 يوليو سنة 969 م .

حرص جوهر ليلة وصوله على إنشاء حاضرة (عاصمة) للخلافة الفاطمية. فنظر إلى السهل الرملي الواقع شمالي الفسطاط، وكان يخلوا من المباني إلى البستان الكافوري ودير فسيح يطلق عليه دير العظام وحصن صغير يسمي قصر الشوك. فاختط مدينته و أحاطها بسياج علق عليه أجراس. وعندما تدق هذه الأجراس تكون إذاناً ببدأ العمل في بناء المدينة.

سبب التسمية

وتقول أميمة حسين، الخبيرة في التراث، إن جوهر ظل يترقب ظهور كوكب ميمون الطالع ليبدأ العمل في البناء. ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ حط فوق أحد الحبال المعلق عليها الأجراس غراب فدقت الأجراس. فظن العمال أن هذه إشارة بدء العمل ببناء المدينة فشرعوا في البناء.

وتابعت أميمة، ظهر فيما بعد أن إشارة بدء العمل التي تسبب فيها الغراب قد توافقت مع ظهور كوكب المريخ، قاهر الفلك كما يطلقون عليه. فرفع جوهر الأمر للخليفة الفاطمي الذي كان مشتغلاً بالتنجيم فوافق علي نسبة المدينة الجديدة للكوكب القاهر وأسموها القاهرة.

أبواب القاهرة المعزية

وأضافت الخبيرة في التراث، أن القاهرة شملت أول الأمر قطعة من الأرض مساحتها 340 فداناً على شكل مربع طول ضلعه 1200 متر تقريباً. و كانت تمتد من منارة شمالاً حتي باب زويلة جنوباً و أحاطها جوهر بسور من اللبن، ويقع في هذا السور ثمانية أبواب هي: باب زويلة، وباب الفرج من الجنوب، باب الفتوح، وباب النصر في الشمال، وباب القراطين (المحروق)، وباب البرقية في الشرق، وباب السعادة، وباب القنطرة في الغرب.

ويحد المدينة من الشرق تلال المقطم، ومن الغرب الخليج الكبير، ومن الجنوب مدينة القطائع التي بناها أحمد بن طولون.

و لقد نمت القاهرة واتسعت وذاعت شهرتها فأعجب بها الرحالة الفارسي ناصر خسرو الذي زار مصر ما بين سنتي 1047 و 1049 م. فذكر أن حوانيتها ( دكاكينها) لم تقل عن عشرين ألفاً وخاناتها وحماماتها لا يمكن حصرها. وكانت أبنيتها أعلى من الأسور الحصينة للمدينة، وفي كل منها خمس أو ست طبقات، وكانت البيوت في المدينة مبنية بناءً نظيفاً. وكانت مفصولة بعضها عن بعض بحدائق يرويها مياه الآبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى