عادات و تقاليدقبائل و عائلات

مهرجان قبيلة شيوا للموتى.. يأكلون أحشاء موتاهم لتطهيرها من الذنوب 

أميرة جادو 

يعتبر الموت من أكثر المواقف التي يظهر بها كل مشاعر الحزن من قلوب مكلومة وعيون دامعة ونظرات مودعة لفراق أخير وذكريات تمر في العقول ومواقف يتذكرها الجميع وسط مكان يسيطر عليه اللون الأسود تعبيرا عن فقدان لم تتحمله الروح،وهو مشهد متكرر تجده دائما مع كل حالة وفاة ولكن بشكل استثنائي تجد مشهد آخر مع قبيلة “شيوا” في مهرجان الموتى، حيث يأكل أهل المتوفى أحشاءه.

يعرف كل مجتمع أعرافه وتقاليده وممارساته الثقافية والتي قد يكون بعضها وحشية وغير مألوف، وعلى الرغم من ذلك تجد بعض المشاعر والمشاهد متشابه لا جديد فيها رغم اختلاف الثقافة، على سبيل المثال حالات الوفاة فلن تجد من لا يحزن عند الموت ولكن مع قبيلة شيوا الأفريقية جميع المقاييس اختلفت لتكون ممارساتهم أحد أكثر الممارسات الصادمة التي يمكنك التعرف عليها.

الموت عند قبيلة شيوا

تتحول الجنازات عند هذه القبيلة، من مشاعر الحزن والحداد إلى حفلة اجتماعية ضخمة وسبب لتناول الطعام والتعرف على الناس، حيث يعتقد مجتمع “شيوا” تلك القبيلة العرقية الأمومية التي تتحدث لغة البانتو وتعيش في وسط وشرق وجنوب إفريقيا وتسود في ملاوي وزامبيا بتعداد سكاني يبلغ 1.5 مليون شخص أن الموت ليس أمرا طبيعيا وإنما يعود لأسباب السحر وفقا لموقع “حاديثي إفريقيا”.

مراسم الدفن 

تبدأ مراسم الدفن والموت، وهي الأغرب في العالم والتي تتم وسط احتفالات مهرجان الموتى، بالإعلان عن وفاة شخص ما من أفراد القبيلة لتضطر القرية بأكملها إلى الخروج لوداعه وغياب شخص ما عن الجنازة ومراسم المهرجان يعني أن هذا الشخص هو من قام بالسحر والقتل.

وبسبب أيمان أفراد تلك قبيلة شيوا بالسحر، وانقلاب السحر على القاتل وأفراد أسرته، فإن أولئك الذين ربما قتلوا شخصا ما سيخافون من الذهاب إلى الجنازة ولهذا يضطر الجميع على الحضور لمحو تهمة القتل والسحر عنه ومع هذا الوداع تبدأ مراسم الدفن بغسل جثة المتوفي.

طقوس المهرجان 

وتبدأ طقوس المهرجان، بنقل الجثة إلى مكان مقدس لتطهير المتوفي عن طريق قطع حلق الميت وسكب الماء من خلال أحشاءه واستخراجها عبر المنطقة الأمامية من الجثة ثم يتم جمع المياه وبعض الاحشاء لاستخدامها في إعداد وجبة للقبيلة بأسرها ولكل الحاضرين في مهرجان المتوفي اعتقادا منهم أن بهذه الطريقة قد تم تطهير المتوفي من آثامه.

والجدير بالذكر بعد الانتهاء من تناول الطعام المعد من مياه تطهير المتوفي واحشائه يقوموا أعضاء القبيلة بعدد من الرقصات الاحتفالية المعروفة عنهم بأقنعتهم التنكرية ورقصاتهم ذات الحركات الغريبة في وداع اخير لموتاهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى