«يا عم صبحهم صباح الخيري.. راكب الأمارة فوق ظهور الخيلي» بمواويل محراث البقر زمان
«يا عم صبحهم صباح الخيري.. راكب الأمارة فوق ظهور الخيلي» بهذه الحداوي والمواويل يغني العم الثمانيني جادالله جابر عبدالمجيد، أثناء عمله في حرث الأرض بمحراث البقر في أرضه وبقية الأراضي بقرى الحمر والجعافرة منذ أن كان عمره 20 عاما حتى الآن.
وفي هذا الصدد قال العم جاد الله أنه لا يجيد القراءة ولا الكتابة، فكان يعتمد على السمع والحفظ في المواويل القديمة التي يسمعها من كبار السن في قريته أثناء حرثه الأراضي الزراعية.
ويقول إنه يستخدم الساقية القديمة اليدوية التي تدور يوميا في قرية الحمر والجعافرة منذ بداية موسم الزراعة حتى موسم الحصاد. مشيرا إلى أخذ راحة قليلة في وقت الغداء أثناء الحرث لأكل “البتاو” المخبوز من عيش “القيضي” والبصل الأخضر.
مواويل الحرث
ويذكر عم جاد الله أنه أثناء الحرث بمحراث البقر القديم وأثناء ري الأرض بالساقية القديمة يردد هذه المواويل ومنها:
يا من يجبلي السبع ده اللي غاب حامي الولايا ويشتم اللي عاب
يا من يجبلي السبع ده اللي غايبة حامي الولايا ويشتم اللي عايبة
صلاة نبينا أحلي من العنابي أحلي من السكر لاموني دابي
وحياة أبويا ما أخذ إلا أثنيني واحدة قمر وواحدة نجوم الليل
وحياة أبويا ما أخذ إلا أثنيني واحدة قمر وواحدة نجوم الليلي
أما أثناء العمل في الري والسقاية بالعود، كان يغني له:
مياه دلوي في الحوض تروي بتبكي دوابه على حس الغرباء
ويوضح العم جاد أن الأهالي كانوا يستخدمون الآلات القديمة في الزراعة والري، لأن المياه محدودة فكنا نسقي بنفس الكمية التي تحتاجها الأرض، وننتج محاصيل قوية وأفضل من الآن.
وتابع: “كنا بنتعب كتير زمان في الري والزراعة، كنا نصنع ناطورين على 12 وتد ونضع قائمة في الوسط عندما تأتي عليها الشمس نحل البقرة الأولى لتستريح، ونركب البقرة الثانية لتدور بالساقية لري الأرض الزراعية بالمنطقة، وتسمى بعلقي، ونستغرق في الري من الصباح حتى قبل المغرب “غيابة الشمس”، وهنا كنا نغني:
مدي خطاكي وطولي الأشباحي بعد التعب لابد ما ترتاحي
ويقول العم جاد الله: قرية الحمر والجعافرة كانت مليئة بالسواقي القديمة التي تروي أرضهم التي تنتج الإنتاج الوفير، وكانت مليئة في الماضي بمن يتغنون بالمواويل والحداوي للمحراث والسواقي والزراعة.
أما حمدي جاد الرب، 59 عاما، يقول إنه كان يعمل منذ أن كان عمره 12 عامًا، في حرث الأرض، وكان والده وجده يملكون محراث بقري قديم لحرث أرضهم والأرض المجاورة لهم، فكان يساعد والده في حرث الأرض، وكان يمسك اللوحة الخشبية لتسوية الأرض وتقطيع أحواض وجداول المياه .
ويضيف، كنت أسمع حداوي مخصصة للمحراث من والدي وأعمامي منذ صغري من بين المواويل التي أغنيها للبقرة:
لما تشاشي بديلها الطويلي وتقول يا سيدي ما تراعيلي
ويغنى للناقة، ويقول:
يا بكرتي يا أم الجرس رناني من خوفي عليكي وقت الغلط تلهاني
وعندما نغنى وراء المحراث نقول:
يا تاجر الحبان تعالى قلي دنيا غرورة وفانية بالكلي
بنت الخواجة متحزمة بسيري تبكي على ابوها قليل الحيلي
ونغنى أثناء الزراعة:
مالوا علينا الجمع والقرابة مالوا علينا وصبحوني عايبة
دا حس من اللى ورايا بيلالي ده حس أبويا عمود هلالي
الجرح عيّن والطبيب لم جاني من كثر جدي نقنق الجيراني
ونغنى عند تحميل وركوب الجمل والناقة، نقول:
مدي خطاكي وطولي شباحي بعد التعب لابد ما ترتاحي
الدقة الأخضر نجعله نخيل الدقة الأخضر في الصبايا يخيل
الدقة الأخضر يجعله جلباني الدقة الأخضر في الصبية بياني
الواد الأسمر ذراعه واجعه هانه الطبيب يكشف على مواجعه
من قال عمي زي أبويا كذابي ده أبويا حنين حنته بودادي
ونغنى أيضًا في حالة مرض أحد من العاملين أثناء العمل:
مر الطبيب على المبالي قلهم رايقين يعني أطيب يا طبيب وأقعد مع الرايقين
أنا من كثر شوقي شربت المر على الرايقين أقوم من النوم ألاقي الكلي تاعباني
طيبي عليا تغطرشي عيونه تكب المدامع
اعما ينادي على اطرش لا ده واعي ولا ده سامع
أوعي تقول يا طبيب أنا من الدبش خالي
عندي ألف ومئتين من عمي وخالي
أختي العليل قالت طيبوا يا طبيب واديلك حلقي وخلخالي
أم العليل قالت طيبوا يا طبيب وأديلك جميع مالي
عم العليل قال طيبوا يا طبيب وتبقالك عندنا علامات
طق العليل مات في قوله حق الدواء على من
ويذكر عم حمدي أنه قبل بناء السد العالي كنا نزرع الذرة الشامية والرفيعة ونقوم بعمل “مسطاح” ونضع عليه المحصول ونضربه بالجريد، وكنا نأكل البتاو المصنوع من الذرة الرفيعة والبصل، ونأكل العدس وقت الترفيه في المحصول بعد عناء وتعب في وسط اليوم.
ونغنى للعود محادي العود والسواقي:
يا عم جوزي نهار الاثنين واحدة قمر والثانية نجوم الليل
يا زقزق القمري وحام الطيري واتبشرت رعيانها بالخيري