خبير تراث يتحدث عن نساء مصر المحروسة في لوحات المستشرقين
أسماء صبحي
قال المهندس طارق المري، استشاري الحفاظ على التراث، وخبير مركز التراث العالمي باليونسكو، إن معظم المستشرقين تناولوا المرأة الشرقية فى لوحاتهم. وتنوع هذا التناول من وجهة نظر كل منهم، فبعضهم اهتم برسم المرأة العاملة التى تعمل من أجل الحصول على لقمة العيش. ومنهم من رسم المرأة التى تعمل بائعة متجولة وتطوف فى شوارع القاهرة المحروسة تحمل بضاعتها سواء كانت من الفاكهة أو الخبز أو بائعة العصافير.
رسم ربة البيت
وأضاف طارق، أن البعض اهتم برسم المرأة ربة البيت وسيدة الدار. والتي كانت مهمتها الأولى خاصة في القرى، مساعدة زوجها الفلاح الذى يعمل في الحقل والاهتمام بتوفير ماء الشرب لزوجها وأبنائها. حيث تحمل الجرة أو البلاص أو الزلعة وهو إناء من الفخار كانت النساء في الريف وفي القاهرة أيضا يملئوه من النهر.
وأشار إلى أنه هناك من رسم المرأة الريفية وهي تغسل أدواتها على حافة ترعة أو نهر النيل. أو رسمها وهي تحمل أبنائها وتذهب إلى سوق القرية لتقضي حاجات منزلها. كمل اهتم بعض الرسامين برسم المرأة التي تملك محلًا تقف فيه تبيع وتعمل بالتجارة. أو النساء وهن جالسات في السوق بالمدينة أو القرية وقد وضعن بضائعهن أمامهم.
نساء مصر العاملات
وأضاف استشاري الحفاظ على التراث، أن الرسامون اهتموا بالنساء التي تشقى وتتعب وتعمل من أجل لقمة العيش. فقد اهتموا أيضاً برسم النساء التي تتمتع بالراحة وتنعم برغد العيش فى بيت كبير به الكثير من الخادمات التى يقمن على خدمتها وتربية أبنائها والعناية بهم. حيث رسم المستشرقون الكثير من اللوحات التى تمثل الحياة داخل المنزل القاهري وخاصة في الحرملك حيث تعيش نساء المنزل والأطفال.
وتابع: “هنا نجد حياة أخرى مختلفة للمرأة تتمتع فيها بكل مباهج الحياة ووسائل الراحة. وترتدى أزياء فخمة مزينة بالزخارف وتعيش في منزل جميل. كما رسموا النساء داخل المنازل وهن يمارسن أعمالهن من الحياكة والغزل وتربية الأبناء وكذلك مجالس رب الأسرة مع أسرته. كما رسم بعض المستشرقين الجواري من النساء الذين يعملون في البيوت”.