“الجعران الفرعوني”.. وسيلة أهل الأقصر لجلب الحظ وإبطال الحسد
في اعتقادهم أن “الجعران” يساعد في تحقيق الأمنيات، وإبعاد النحس وجلب الحظ، يطوف الأقصريون حول الجعران الفرعوني، الموجود بمعبد الكرنك، أمام البحيرة المقدسة، الذي أقامها الملك “أمنحتب الثالث”، أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة، في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، والجعران هو حشرة صغيرة الحجم، لونه أسود، ويعرف بـ”خبري” في اللغة المصرية القديمة، وهو أحد الأشيار التي ترمز إلى إله الشمس “رع”.
وفي سياق متصل الطيب عبدالله، نقيب المرشدين السياحيين، إن الإله رع يرمز له بثلاثة أشكال منها الجعران في الصباح الباكر، وفي الظهيرة كان يرمز له بقرص الشمس، أما عن المساء فيتمثل “رع” في شكل رجل عجوز برأس كبش ويسمي بـ” أتوم” بمعني الكامل المكتمل، وأكد عبد الله أن الجعران الفرعوني الموجود بمعابد الكرنك من أشهر الجعارين، كما يوجد علي جدران العديد من المقابر رسومات صورها المصري القديم له.
وأشار إلى أن “الجعران المقدس”، كما يعتبره أهالي البلدة والأجانب، يشترط الطواف حوله سبع مرات عكس اتجاه عقارب الساعة، رغبة في جلب الحظ، ولإبطال عمل “المشاهرة” أو الحسد، وعدم الإنجاب، والعنوسة، وفك النحس أيضا.
وأوضح نقيب المرشدين أن المصري القديم أعطى شكل الجعران لإله الشمس “رع” في وقت الصباح، لأن الجعران كان يستيقظ مع شروق الشمس وكان يجمع روث البهائم ويكوره ويضع البيض بداخله، ويدحرجه أمامه، هنا آمن المصري القديم أن هناك علاقة وطيدة بين شروق الشمس وما يفعله الجعران كل صباح.
وقال عبدالمنعم عبدالعظيم، الباحث الأثري، مدير دراسات تراث الصعيد، إن الجعران أو الجعل هو خنفساء الروث، وأن الجعران ذكر وليس له إناث، واعتبره القدماء مثل الإله خلق نفسه بنفسه، إذ يقوم الجعران في كل صباح بجمع الروث ويضع مادته فيه ويكوره ويدحرجه برجليه الخلفيتين من الشرق إلى الغرب، ومن هنا اعتبروه رمزًا لإله الشمس.
ولفت عبدالعظيم إلى أن هناك اعتقاد بأن الجعران الفرعوني وسيلة لتحقيق الأمنيات، إذ يطوف حوله النساء 7 مرات إذا كانت عاقرًا، أيضا تطوف حوله العانس للتزوج، أو يكون الطواف للجلب الحظ، بحسب اعتقاد الناس.