غزة تحت النار: توتر وتصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية
تستمر إسرائيل في شن حربها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، مما أدى إلى سقوط أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود. يأتي ذلك وسط دمار هائل ومجاعة خانقة تضرب القطاع.
توتر وتصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية
وفي تطور خطير، كشف المحامي والمحلل السياسي زيد الأيوبي عن وجود خطة إسرائيلية تهدف إلى ترحيل الفلسطينيين إلى الأردن، من خلال تضييق الخناق على سكان الضفة الغربية لإجبارهم على الرحيل. وأكد الأيوبي أن هذه الخطوة تأتي في إطار مخطط إسرائيلي توسعي، مستغلة بعض الذرائع لتبرير تلك الإجراءات، موضحًا أن الضفة الغربية ليست مسلحة كما يروج البعض ولا توجد فيها أسباب تبرر الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال.
من جانبه، أدان الأزهر الشريف العدوان الصهيوني على الضفة الغربية، مشيرًا إلى تدمير البنية التحتية وقتل العشرات وجرح واعتقال المئات. وحذر الأزهر من مخطط صهيوني لانتزاع ملكية الأراضي الفلسطينية وتهويدها، مشددًا على خطورة التواطؤ الدولي والعجز الأممي في مواجهة هذه الجرائم، في وقت تنشغل فيه الأنظار بما يحدث من مجازر يومية في غزة.
وفي الضفة الغربية، تواصل إسرائيل عملية عسكرية “واسعة النطاق” لليوم الرابع على التوالي، حيث شهدت مدينة جنين ومخيمها اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين، فيما حلقت الطائرات المسيّرة في سماء المدينة. وشهدت مدينة الخليل توترًا شديدًا بعد إغلاق السلطات الإسرائيلية للحرم الإبراهيمي ومداخل المدينة أمام الفلسطينيين، وذلك بعد مقتل فلسطينيين اثنين بزعم محاولتهما تنفيذ “عمليات إرهابية”.
أسفرت العمليات العسكرية في جنين عن دمار واسع في البنية التحتية ونزوح عدد من العائلات، فيما أفادت مصادر محلية بأن مستشفى جنين الحكومي اضطر إلى إيقاف العمل في قسم غسيل الكلى بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن القتال في جنين يعد من أشد المعارك، حيث استخدم المسلحون صواريخ محمولة على الكتف، يُعتقد أنها مهربة من إيران. في حين حذرت القيادة الإسرائيلية من أن الضفة الغربية على وشك الانفجار، محذرة من أن اتساع القتال سيضع عبئًا كبيرًا على القوات الإسرائيلية.
وقد شنت القوات الإسرائيلية مداهمات واسعة في طولكرم وبيت لحم والخليل، مما أدى إلى إغلاق مداخل الخليل وفرض حصار على المدينة. وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي مقتل 26 فلسطينيًا واعتقال نحو 30 مطلوبًا منذ بدء العملية العسكرية.
تأتي هذه التطورات في ظل حملة إسرائيلية موسعة تستهدف ما تسميه “مكافحة الإرهاب”، تشمل عدة مدن في الضفة الغربية، وترافقها دعم جوي وعربات مدرعة. وتؤكد حركتا حماس والجهاد الإسلامي أن عددًا من القتلى ينتمون إلى جناحيهما العسكريين، كتائب القسام وسرايا القدس، مما يعزز من تعقيد المشهد الأمني في الضفة الغربية ويزيد من احتمالات تصاعد العنف.