“سيدى عمر” بناه “أفندينا” كما أطلق بادية مطروح عليه.. وهدمه ملثم
دعاء رحيل
استيقظ فجر يوم الجمعة الموافق 26 أبريل لعام2016، أهالي مدينة الحمام على حادثة هدم مجهول، قيل إنه ملثم، لأقدم وأشهر ضريح بمدينة الحمام، الواقعه على بعد 260 كم شرقي محافظة مطروح.
ضريح “سيدى عمر بو مسلم القاسمي” الذي بني منذ أكثر من 150 عامًا بأمر من “أفندينا”، كما يطلق عليه أهل البادية بمطروح، قاصدين به “الخديوى إسماعيل”.
قصة ضريح سيدي عمر
الضريح لرجل يحفظ القرآن ويعلمه لغيره من أبناء الصحراء، اشتهر بعدله وحكمته وفعله الخير وتقواه وورعه، وفي هذا الصدد قال أ الشيخ جواد أبو مسلم القاسمي، حفيد “سيدى عمر”، حديثه، مضيفًا أن موقع الضريح فى الأصل هو جبانة “مقبرة” اعتدى الأهالي على أرضها بوسط مدينة الحمام ولم يتبق منها سوى “الضريح”، ثم سميت المنطقة والشارع الرئيسي فيها باسمه “عزبة سيدي عمر” فى قلب السوق بالحمام.
وأكد أبو مسلم، إن “سيدى عمر” من الأولياء الصالحين، وكان المعتقد قديمًا أن يتبارك به الأهالي، فمن العادات القديمة أن تطوف زفة العروس حول الضريح 7 مرات ليلة العرس، إلى أن تزاحمت المنطقة بالمباني فتوقفت هذه العادة.
كما كانت تقام احتفالات “المولد” في شهر 9 من كل عام، فيحضر الزائرون من بقاع الأرض المختلفة، وتذبح الذبائح وتقام الاحتفالات وتردد التواشيح والابتهالات والدعوات إلى الله، بالإضافة إلى “الحَلُوفة” وهى قيام الطرفين المتنازعين فى أمر بالحلف عند الضريح فكان يُنصر المظلوم ويعاقب الله الظالم في وقت قصير.
يتابع أن هذه المعتقدات تلاشت مع الزمن واندثرت كغيرها، فكان آخر احتفال بمولد “سيدى عمر” منذ 30 عامًا ماضية، بعدها قلَّ عدد الزائرين إلى الضريح بالتدريج، لكن الزيارات لم تنقطع إلى وقتنا هذا.
وظل طوال السنوات الماضية “ضريح سيدى عمر أبومسلم القاسمي” قائمًا شاهدًا على تاريخه وعلى حقبة تاريخية ثقافية لأهالي المنطقة، كما ظلت النساء من نفس القبيلة، التي ينتمي إليها “سيدى عمر” يتطوعن بأنفسهن لخدمة الضريح، وفي كل خميس وجمعة ينظفن الضريح ويمسحنه بالمياه ويعطرنه بالبخور، لاستقبال زائرية ومريديه، وهو العمل التطوعي الذى تقوم به الآن سيدة مسنه تخطت الـ60 بأعوام، وسبقتها قبلها 4 نساء بلغن أرذل العمر، في هذا العمل التطوعي حتى توافهن الله.
ومنذ 10 أيام فقط حدث صدع فى قبة الضريح، فبادر أحفاد “الشيخ عمر” بالاستعانه بفني، لترميمه حتى باغتهم فجر أمس مجهول توجه إلى الضريح يقود معدة ثقيلة “لودر” وحول الضريح إلى حطام، مستبيحا حرمة الأموات.