حوارات و تقاريروطنيات

اللواء سمير فرج يكشف لـ “صوت القبائل” أسراراً جديدة عن أول ساعات حرب أكتوبر 73

أسماء صبحي

يهل علينا يوم السادس من أكتوبر، من كل عام، حاملاً معه أجمل ذكرى لانتصار العسكرية المصرية فى العصر الحديث. لنستعيد مع القوات المسلحة المصرية، وشعب مصر بأكمله. ذكريات العزة والفخر والكرامة والاستبسال.

ومن البداية، يقول اللواء دكتور سمير فرج، المحلل الاستراتيجي، أن تفاصيل يوم السادس من أكتوبر 73 لم تفارقه يوماً. وكأنها كانت بالأمس القريب، متابعاً: “عندما دخلنا غرفة العمليات في الصباح. وكل من بداخلها على علم بأن اليوم، هو يوم الهجوم، واقتحام قناة السويس. وبدأت البلاغات الأولى تتوالى، من استلام المهمة للقادة بتوقيت الهجوم. وتمام استعداد مجموعة المدمرات والغواصات في البحر الأحمر. لتنفيذ مهمة إغلاق مضيق باب المندب، أمام الملاحة الإسرائيلية”.

وأضاف اللواء سمير فرج: “في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً. رفعنا خرائط التدريب من على حوائط مركز العمليات، لنضع خرائط الخطة جرانيت. لاقتحام قناة السويس، وتدمير خط بارليف، وتكوين رأس كوبرى بعمق 15 كم شرق قناة السويس. وفي الواحدة ظهراً، وقبل بدء الهجوم، حضر الرئيس محمد أنور السادات، إلى غرفة العمليات. يتبعه جنود يحملون الشطائر والعصائر، ليبلغنا بأن فضيلة مفتي الديار المصرية قد أباح لنا، نحن المقاتلين على الجبهة، الإفطار فى رمضان. وبدأ الجنود فغى توزيع الشطائر والعصائر، والحقيقة أن الجميع وضعوها في الأدراج. فمن منا يهتم بطعام أو شراب في تلك اللحظات الحاسمة من عمر الوطن”.

بدء حرب أكتوبر 73

وتابع اللواء سمير فرج: “بدأ العد التنازلي لشن الحرب. وتلقينا البلاغات بوصول قوات خلف الخطوط، التي اندفعت في عمق سيناء. لإبلاغنا عن تحرك احتياطيات الجانب الإسرائيلي. وما هي إلا دقائق حتى انطلقت قواتنا الجوية في ضربتها الأولى، معلنةً بدء الهجوم. ورأينا على شاشات مركز العمليات، طائراتنا الحربية تعبر القناة. فتيقنا حينها أن المعركة قد بدأت، بعد سنوات وسنوات من الانتظار. وبدأت البلاغات تتوالى بسقوط نقط خط بارليف. وعبور موجات الاقتحام الأولى وفقاً لخطة التوجيه 41، التى أعدها الفريق سعد الدين الشاذلي”.

وأوضح اللواء سمير فرج، أنه بعد نحو ساعة من انتهاء الضربة الجوية الأولى. وبينما هم منهمكون في تجميع بيانات أعمال القتال. إذا بالفريق الجمسي يهب من مكانه، فى اتجاه الفريق الشاذلي، هامساً فى أذنه ببعض الكلمات. قبل أن يتوجها، معاً، إلى المشير أحمد إسماعيل، ليستكملوا همساتهم معه. قائلاً: “الحقيقة أننى تعجبت، فلا أرى أمامى ما يستدعى الهمس، أو إبلاغ المشير إسماعيل بأمر ما. فالخطة تسير على أكمل وجه، وخسائرنا أقل من المتوقع فى تلك اللحظة”.

استشهاد شقيق الرئيس السادات

استطرد: “بعد ذلك رأيت المشير أحمد إسماعيل يستأذن الرئيس السادات في التحدث معه في أمر خاص. وخرج الاثنان من الغرفة، إلى غرفة ملحقة، وما هس إلا دقائق معدودة حتى عادا معاً إلى غرفة العمليات. عرفت، فيما بعد، أن المشير إسماعيل كان يبلغ الرئيس السادات بخبر استشهاد شقيقه، أثناء الضربة الجوية. خاصةً لعلمه بارتباط الرئيس السادات بشقيقه، الذى كان الأصغر والأقرب له بين إخوته. وعلمت بعدها أن الرئيس السادات تلقى الخبر في قمة الهدوء والثبات. قائلاً: (كل الجنود والضباط أبنائي وإخوتي، وهو واحد منهم. لله ما أعطى ولله ما أخذ، وكل شيء عنده بميعاد). ثم عاد لغرفة العمليات، ليطمئن على سير العملية. قبل أن يتوجه للقاء الأستاذ محمد حسنين هيكل، والسفير السوفيتي”.

شل حركة القوات الجوية الإسرائيلية

وأضاف المحلل الاستراتيجي: “مازلت أتذكر أن أجمل خبر أسعدنى يوم السادس من أكتوبر 73. هو التقاط المخابرات الحربية المصرية، إشارة لاسلكية موجهة من قائد القوات الجوية الإسرائيلية. لجميع الطيارين الإسرائيليين، بمنع الاقتراب من قناة السويس لمسافة 15 كم. بعدما شاهد كثافة حائط الصواريخ المصري، على شاشة الرادار الإسرائيلي. أرسل تلك الرسالة دون تشفير، غير عابئ بالتقاطنا لها، أمام محاولة إنقاذ قواته. وقتها تيقنت أن الهجوم المصري سوف ينجح، وأن قواتنا البرية سوف تعبر القناة، وتقتحم خط بارليف. بعدما تمكنت من شل حركة القوات الجوية الإسرائيلية، وتحييد قدرتها على التدخل فى هذه العملية. فكان لرجال الدفاع الجوي المصري فضل عظيم وكبير، في تحقيق النصر في ملحمة أكتوبر 73″.

واختتم حديثه قائلاً، إنه بعد انتصار مصر في حرب أكتوبر 73. غيرت معظم دول العالم من تفاصيل عقائدها العسكرية. بناءً على ما فعله المصريون فى حرب أكتوبر، سواء على مستوى القوات البحرية أو الجوية أو الدفاع الجوي. أو حتى في أساليب قتال القوات البرية. وأقول هذا ليفخر كل مصري بأداء القوات المسلحة المصرية في هذه الحرب. التى سجلت في صفحات التاريخ الحديث، كأعظم المعارك العسكرية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى