المهندس أيمن حافظ عفرة يكتب: لمسات السماء
المهندس أيمن حافظ عفرة يكتب: لمسات السماء
سأل مدرس تلميذه: أين تقع مصر؟.. فأجاب التلميذ: عفوا يا أستاذي مصر لا تقع أبدا.. قال له المدرس أنت تلميذ لا تعرف شيئا في الجغرافيا.. فرد التلميذ عفوا يا أستاذي لكنك لم تقرأ التاريخ..
بالطبع هذا حوار افتراضي بين تلميذ وأستاذه، لكنه أصاب كبد الحقيقة.. لأن مصر لا تقع أبدا كعادة الكبار والأمم العريقة التي ربما تمرض لكنها لا تموت، وقد تتمايل لكنها لا تسقط وقد تتعسر لكنها لا تنكسر، وكيف تنكسر أمة ذكرها الله تعالى بالخير وأثنى عليها نبينا عليه الصلاة والسلام وقال عنا إننا خير أجناد الأرض وفي رباط إلى يوم الدين.
من حسن الطالع أن مصر محروسة بعناية رب السماوات والأرض، وإلا كيف كانت لتنجو من كل الفخاخ والأشرار الذين يترصدون بها ليل نهار، وحينما ظنوا أن الأمور أصبحت لهم وآن الأوان أن يحققوا حلمهم القديم في السيطرة والحكم والانتقام والأخونة سبّب الله تعالى من أسبابه وهي أسباب وقوعهم وسقوطهم وفضحهم وساق لمصر منقذا آخر من نوع فريد لينتشلها في الوقت المناسب وتبدأ بعدها مرحلة جديدة في تاريخ مصر الحديث ونهضة لم تعرف مصر لها مثيلا على مدار تاريخها وكل شبر على أرض الوطن يشهد لهذا الرجل أنه يعمل بجهد وإخلاص وتفان.
نجت مصر من جائحة كورونا بفضل الإصلاحات التي سبق وحققها الرئيس السيسي وكأنه كان يقرأ المستقبل وخصص 100 مليار جنيه لمواجهة تداعياتها، ولأول مرة يشعر المواطن أن هناك دولة ومؤسسات تدير الأزمة وتضعه في قمة اهتماماتها وأنه ليس صفرا في حسابات الحكومة، وكانت مصر بشهادة المؤسسات الدولية من أكثر الدول التي تعاملت مع الجائحة بمسئولية وحرفية ساهمت في التخفيف عن المواطنين..
يتوارى كورونا ويتنفس العالم الصعداء وقبل أن تعود الحياة لمجاريها اجتاح الروس بلاد الأوكران لتضرب العالم أقوى الأزمات السياسية والاقتصادية منذ الحرب العالمية الثانية، وتضطرب حركة التجارة ويرتفع سعر صرف الدولار وتشتعل الأسعار في كل دول العالم وتنهار اقتصادات وتفلس دول وتغلق شركات.. وتبقى مصر محروسة وتسرع في حصار الأزمة وتعين محافظا جديدا للبنك المركزي وتحاصر الدولار وتوفر السلع لشهور طويلة.
كم أنتِ عظيمة يا مصر.. ففي ذروة الأزمة ودول على وشك الجوع تكتظ الأسواق بمختلف السلع والخضروات والفاكهة وبأسعار معتدلة ولم يشعر المصريون بخطر ..وكيف يشعرون وخزائن العزيز مليئة بالقمح والحبوب والخيرات لشهور طويلة.. هل تتذكرون ما قيل عند تحديث وتطوير منظومة تخزين القمح والصوامع الجديدة.. هل عرفتم قيمة القيادة حينما تسابق في تفكيرها الزمن والأحداث.. هل علمتم لماذا كان يسابق السيسي الزمن لاستزراع ملايين الأفدنة والمشروعات الزراعية.. ولماذا أسرع بإنشاء مشروعات زراعة الأسماك ولماذا وضع خطة قومية للتصدير وألف لماذا.. كلها كانت من أجل هذا اليوم.. اليوم الذي يأمن فيه العباد يوم تفر الأمم من الجوع وسوء اختيارات قادتها.. عاشت مصر آمنة وقيادتها أمينة ومخلصة.