كتابنا

اسرة ابو العيون الحسنية النسب بدشلوط بمحافظة اسيوط فخر عائلات الصعيد الهاشمية

مقال قديم للعالم الشيخ محمود أبو العيون بعنوان " مهمة رجل الدين فى الوقت الحاضر"

اسرة ابو العيون الحسنية النسب بدشلوط بمحافظة اسيوط فخر عائلات الصعيد الهاشمية ..

مقال قديم للعالم الشيخ محمود أبو العيون بعنوان ” مهمة رجل الدين فى الوقت الحاضر”

بقلم الباحث التاريخى الشريف أحمد ُحزين العباضلى الشقيرى ..مؤسس وادمن جروب قلعة السادة الاشراف نجوم بنى هاشم …مستشار رابطة الشرفاء بالمملكة المغربية- فرع جمهورية مصر العربية
على بعد عدة كيلو مترات من مدينة أسيوط وتحديدا بجوار قرية دشلوط استقر الشيخ إبراهيم أبو العيون بعد قدومه من الساقية الحمراء ببلاد المغرب وشيّد له مسجدا بتصميم هندسى على طراز إسلامى فريد يجمع بين الفن العريق والنقوش والألوان المبهرة ذات الطابع الإسلامى المتميز.
عند زيارتك للمسجد تجده منقسما إلى مبنيين رئيسيين أحدهما مسجد والآخر به مقام السيد إبراهيم أبو العيون الذى توفى عام 1940 ويحيط بالمسجد سور ذو طابع إسلامى، أما المئذنة فهى شاهقة الارتفاع، وعند الوصول للضريح تجد ساحة متسعة على يمينها مئذنة يرجع تاريخ بنائها إلى 100 عام، وعلى يسارها بئر أثرية وفى نهايتها باب يؤدى إلى مسجد السيد إبراهيم أبو العيون، وبداخله مكتبة للكتب الدينية والمصاحف.
وفى ضريحه لوحة نسبه التى تقطع بأنه من آل البيت الشريف إذ يمتد نسبه سيددنا الامام الحسن عليه السلام بن السيدة فاطمة الزهراء والامام على بن ابى طالب عليهما السلام
منذ أكثر من قرن وصل الشيخ أبو العيون إلى مصر ليستقر فى قرية دشلوط والتى كانت تقع فى الصحراء وقتها وكان معروفا عن أهل هذه القرية غلظة الطبع وروى أن القرية كانت تعانى من ندرة المياه نظرا لبعدها عن نهر النيل وترعة الإبراهيمية الممتدة فى صعيد مصروبعد استقرار أبو العيون فيها أخذ ينقب عن مصدر للماء دون أن يعرف المحيطون به حتى هداه الله إلى بئر للمياه أطلق عليها بئر أبو العيون كانت هذه البئر هى أولى كرامات أبو العيون لأهل الصعيد.
تنحدر الأسرة من أصل مغربى شريف وترجع تسمية الأسرة بـ«أبو العيون»الى جدهم سيدى ماء العينين الحسنى بالساقية الحمراء يشير المؤرخون إلى أن سبب نزوح الأسرة العيونية من المغرب العربى إلى مصر فى أوائل القرن الـ 19 هو ما شهدته بلاد المغرب من فتن وقلاقل كان نتيجتها هجرة بعض أفراد من الأشراف الحسنيين إلى مصر حاملين معهم كل ما خف حمله وزاد ثمنه ويؤكد بعض المؤرخين أن إبراهيم أبو العيون وهو طفل نجا من الإصابة من وباء الطاعون الذى أصاب عددا كبيرا من المهاجرين عند وصولهم إلى مدينة الفيوم وكذلك أمه وأخته فما كان من الأم إلا أن جمعت ما تمكنت من حمله من الذهب فى مقطف غطته بالتبن
وحملت عليه ابنها واتجهت به وبأخته الكبرى إلى الصعيد.
كان هناك لقاءسحاب بين قطبين من اهل العلم والكرامة بين القطب سيدى احمد رضوان وسيدى محمد ابو العيون وهم اصحاب كشف وعلم ونفحات واسرار
بيت الشيخ أبو العيون وهو بيت التجلي الإلهي
وروى عن فضيلة الشيخ أحمد مساعد وهو تلميذ سيدى احمد رضوان.
ان مولانا الشيخ أحمد رضوان سأل مولانا الشيخ محمد إبراهيم أبو العيون .
هل تعلم يا شيخ محمد لماذا الشيخ إبراهيم لم يثقل عليك في الأوراد ؟!
قال : لإني ضعيف يا سيدي .
قال : لا.. بل لإنه علم أنك محبوب ومطلوب .
سيدى احمد رضوان رضي الله عنه
حديثنا اليوم بالمقال عن مدرسة العلم العيونية لهذه الاسرة الشريفة
التى خرج منها علماء واقطاب اصحاب كرامات.
انه من الحقائق أن علماء الدين يشكلون الركيزة الأساسية لعملية الإصلاح في المجال الحياتي فالقاعدة التي ينطلق منها عالم الدين تفرض عليه أن يتحمل هذه المسؤولية الخطيرة خاصة أنها من الأولويات الدينية والغايات العملية التي تبين واجباته ومسؤولياته.
وهذا الجانب قد أولي اهتماما بالغا من التشريعات والمنظومات الإسلامية
ونحن على موعد فى الحديث عن مقال عالم كبير من علماء مصر فى القرن العشرين
هو العالم الكبير الشيخ محمود أبو العيون….
ولد الشيخ محمود أبو العيون عام 1882 فى أواخر القرن التاسع عشر
عندما نتحدث عن الشيخ محمود أبو العيون يجب ان تعلم انك تتحدث عن العالم المجاهد والمصلح الاجتماعى الكبير والذى كان معاصرا لجهابذه العلماء من جيله مثل العالم الشيخ المراغى والشيخ الظواهرى والشيخ حمروش والشيخ عبد المجيد سليم ومأمون الشناوى الا انك بالمقارنة تجد ان الشيخ محمود ابو العيون كان أكثرهم نشاطا وإصلاحا وتداخل مع المجتمع .
كان الشيخ محمود أبو العيون الابن الأصغر للعارف بالله السيد ابراهيم ابى العيون
( الثانى ) من زوجته السيدة ترهونية وقد ولد فى نزلة ابى العيون فى عام 1882 م ونشأ وترعرع فى جو من مظاهر التقوى والورع وانتظم فى كتاب القرية وفيه أتم حفظ القرآن الكريم .
توفى والده وهو فى الخامسة عشرة من عمره فتعهده بالرعاية شقيقه الأكبر السيد ابراهيم ابو العيون الكبير الذى كان يكبره بحوالى الثلاثين عاماً فكان له بمثابة الأب الروحى الذى أثر فيه بتوجيهاته وارشاداته طوال حياته .
وفى سن الثانية عشرة سافر الى القاهرة للالتحاق بالازهر الشريف وبعد أن نال شهادة العالمية عام 1908 عين مدرساً بالأزهر الشريف الذى تدرج فى مناصبه الى مفتشاً عاماً فشيخاً لمعهد أسيوط الدينى فشيخاً لمعهد الزقازيق الدينى فشيخاً لعلماء الاسكندرية وأخيراً تولى منصب السكرتير العام للجامع الأزهر والمعاهد الدينية .
وفى أثناء اشتغاله بالتدريس فى الأزهر عمل كذلك بالتدريس فى بعض المدارس الأهلية حيث خالط لوناً جديداً من الحياة الاجتماعية واطلع على الآداب الأجنبية المترجمة الى اللغة العربية وفى هذه الفترة من حياته الف كتاب (تاريخ مصر والاسلام )
الذى ظل يدرس فى الأزهر طيلة حياته والذى جاء معبراً عن اهتماماته السياسية والوطنية والدينية .
وبلغت مشاعره ضد الاحتلال البريطانى أوجها عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى وتطلع المصريين للحرية فقاد أول مسيرة للطلاب تنادى بالحرية والاستقلال وعلى أثرها اندلعت شرارة الثورة فى مصر كلها وشارك الشيخ فى جمعية اليد السوداء السرية للكفاح المسلح ضد الانجليزوملك زمام منبر الأزهر الذى كانت تخرج منه المظاهرات الوطنية ضد الانجليز الذين اعتقلوه مرتين ولم يطلقوا سراحه حتى اعتلت صحته وأشرف على الهلاك .
وبعد حصول مصر على استقلالها وقيام الحياة البرلمانية والأحزاب ، ابتعد الشيخ عن السياسة ، ولكن آتون الثورة فى نفسه لم يخمد ، فراح ينادى بإلغاء البغاء الرسمى الذى اعتبره وصمة خلّفها الاحتلال فى مصر و دوت صيحاته الثائرة على صفحات الجرائد وفى مؤلفاته العديدة فترددت أصداؤها فى كل أنحاء البلاد ، وأكرمه الله قبل وفاته بإلغاء البغاء فى مصر عام 1949 . كذلك كانت له صولاته وجولاته العديدة فى كشف أمراض المجتمع وعيوبه حتى سار ذكره على كل لسان واقترنت الفضيلة بإسم ( ابى العيون ) فى مصر .
كما أهتم بالصحافة فكتب بجريدة المؤيد لصاحبها الشيخ على يوسف وكتب بالأهرام المصرية وبمجلة الهلال ولقد أخترت لكم من أرشيف مكتبتى مقال قديم جدا نشر قديما بمجلة الهلال للشيخ محمود أبو العيون بعنوان( مهمة رجل فى الوقت الحاضر )
وما جعلنى اضع المقال بين أيديكم أننى أثناء قراءة المقال وجدت ان الظروف التى تناولها فضيلة الشيخ محمود ابو العيون للمجتمع بهذه الفترة الزمنية التى كان يعيش بها تتشابه كثيرا مع الوضع الحالى .
تناول الشيخ محمود ابو العيون بالمقال الحديث عن حدوث خروج على الاخلاق والاداب وصفها بإنها حركة انقلاب شديدة على حد وصفه .
كما تحدث عن زعزعة العقيدة فى الله لدى كثير من الشباب وجنوح كثير منهم الى الإلحاد كما تحدث عن محاربة العلمانية لطهارة الدين وقداسة الايمان
كما كانت نصائحه بالمقال ان يكون هناك رجل دين ذكى على جانب كبير من الذكاء وسعة الاطلاع وطلاقة اللسان وان يكون ذا ثقافة وتعليم لائقين بمقتضيات عصر العلوم والمعارف والمدنية وملما بفلسفة الأديان وبالمجادلات الكلامية وبكثير من اللغات الحية حيث أشار الى ان مهمة رجل الدين مهمة شاقة ومجهدة فلقد مضى الزمن الذى كان يهيب فيه الزعيم الدينى فتغنو له الوجوه وتخضع له القلوب
كما تضمنت مقالة الشيخ محمود أبو العيون وصايا هامة لكل رجال الدين مثل الحث على حب الوطن ورفع رايته والدفاع عن بيضته.
فى الحقيقة عندما قرأت المقال القديم للشيخ محمود أبو العيون وجدت عالما قد سبق علمه زمانه فهو عالم فريد عندما تقرأ كلماته تجد صداها فورا داخل النفس والعقل
أيها الاعزاء أن عالم الدين له دور كبير في تفعيل وتبني منهج الإصلاح و يتمحور حول عدة نقاط رئيسية مهمة إذا اتبعت وطبقت كان له الدور الريادي والقيادي الأمثل في تجلى الإصلاح:
أولا: يجب أن يكون تبني مفهوم الإصلاح خاليا من المصالح الذاتية التي تشكل عالقا تربويا ومنهجا فلسفيا يقوم على الحكمة الغائبة بالنسبة للمصلحين فالإنسان الذي يقوم بوظيفة شرعية في سبيل مآرب أخرى وغايات مصلحية هذا الجانب لا يحقق السلوكيات المطلوبة التي تكمن في صناعة الشخصية الرزينة العاقلة البعيدة عن مظاهر الغايات غير النبيلة التي قد تحدث عند البعض بسبب سوء الفهم والالتباس في تفسير المفاهيم الدينية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى