تابوت عاشيت.. أحد أجمل القطع المنحوتة من التاريخ القديم
أسماء صبحي
كانت عاشيت علي ما يبدو ملكة غير حاكمة من الأسرة ١١. وقد عثر في قبرها علي تابوت وجدت فيه ويظهر شعرها مصفوفا في هيئة جدائل. ويبدو أن الصانع الذي نحت تابوت الملكة “كاويت” والذي يعد أجمل قطعة منحوتة وصلت إلينا. من عهد الأسرة ١١ هو نفسه الذي نحت تابوت “عاشيت”.
وصف تابوت عاشيت
نشاهد على جانب التابوت صورة باب القصر تعلوه شرفه افترض في إقامتها أن تطل عاشيت من نوافذها بعينين حفرتا لذلك بخاصة. وفي داخل القصر نرى أكواماً متراكمة من لذيذ الطعام أمامها. كما تظهر وهي جالسة وكلبها تحت عرشها، وخلفها وصيفة تلوح عليها بجناح إوزة. وهي تشرب لبنا سائغاً يقدمه لها لبان من بقرتين قد أحضرتا لها مع صغيريهما.
ونرى في منظر آخر، وهي تزور مزارعها ونشاهد مدير بيتها يشرف علي المزارعين. وهم يحملون حقائب الغلال ليضعوها في المخازن. كمت تبدو في منظر آخر وصيفتها وهي تقدم لها زجاجات العطور من صناديق في خزانتها. وكذلك نرى جزاريها يذبحون ثوراً ويكدسون كومة من اللحم فوق مائدة مرتفعة وضعت أمامها. ثم في داخل التابوت نشاهد نفس المناظر بالألوان الزاهية.
تعاويذ تنتمي لعالم السحر
أما بالنسبة للتابوت الخشبي الذي وجد داخل التابوت الحجري، فإن ما رسم عليه كان خاصا بعالم السحر. حيث يبدو التابوت من الظاهر يخلو من كل حلية باستثناء إطار ذهبي حول حافته. حفرت فيه صلوات ودعوات دينية بحروف غائرة.
وفي الداخل فقد زين بالتعاويذ التي تنتمي إلى عالم السحر. فغطاء التابوت يمثل السماء وقد نقش عليه بالألوان تقويم فلكي يبين لنا مطلع النجوم والأبراج مدة الاثنتين عشرة ساعة التي يتكون منها الليل. وصلوات طويلة للكائنات السماوية.
وقد وجد في داخل التابوت الخشبي مومياء “عاشيت” في صندوق من النسيج المقوي. كما يعد رغم بلاه وتمزقه وثيقة مصرية هامة في العادات الجنائزية. إذ وجد فوق الجثة عدد كبير من الجلابيب المصنوعة من الكتان. ثم يظهر على الكتان علامات تدل على أنه من النوع الذي كان يستعمله القصر الملكي. كما وجد بجانب الملكة تمثال صغير يمثلها مصنوع من الخشب الصلب وقد حليت يداه بسوارين من الذهب.