ما هو سر وجود “بئر كاذب” داخل مقابر المصريين القدماء؟
أميرة جادو
تضم الحضارة المصرية القديمة العديد من الأسرار والحكايات، التي يتم الكشف عنها عن طريق الكثير من الأبحاث والحفائر التي تقوم بها الدولة المصرية، متمثلة في وزارة السياحة والآثار، وخلال التقرير التالي نسرد حكاية البئر الوهمي أو البئر الكاذب وسبب حفره والذى يوجد داخل المقبرة.
في مصر القديمة كان يوجد خلف كل باب وهمى في المقابر البئر الذى كان يؤدى إلى حجرة الدفن، وكان يصل عمقه أحيانًا إلى نحو أربعين مترًا، وهذه الآبار كان الجزء العلوى منها مبنيًّا بالأحجار إلى أن يصل إلى الصخر فينحت فيه إلى العمق المطلوب، ثم تنحت في النهاية حجرة الدفن في إحدى جوانب البئر.
حجرة الدفن عند الفراعنة
وتختلف مساحة “حجرة الدفن” حسب مقدرة المتوفى، فكانت تبلغ أحيانًا 7 في 6 مترًا، وكان يدفن المتوفى إما على رقعة الحجرة مباشرة، أو في تابوت من الحجر الجيري، أو الجرانيت حسب الأحوال، وكان يوضع حول هذا التابوت كل الأثاث المأتمي الذى كان يظن المتوفى أنه في حاجة إليه في آخرته.
وفي بعض الأحيان كانت توجد “حجرة الدفن” سليمة لم يمسها إنسان من قبل، ومع ذلك لم نجد مع المتوفى أي أثاث مأتمي مع أنه كما نستنتج من ألقابه ودقة صنع مقبرته من علية القوم، وليس هناك أي شك بعد ذلك في أن موضوع وضع الأثاث المأتمي في حجرة الدفن كان يتوقف على الاعتقادات الدينية لصاحب المقبرة نفسه، كما قال الدكتور سليم حسن بموسوعته مصر القديمة.
البئر الكاذب وسبب حفره
أما عن البئر الكاذب وسبب حفره، فمن المدهش أن الحفائر التي عملت في منطقة الأهرام حديثًا كشفت لنا عن ظاهرة جديدة: فقد وجد بجوار البئر التي تؤدي إلى حجرة الدفن بئر أخرى لا تؤدي إلى حجرة دفن، وتعم هذه الظاهرة في أكثر من مائة وخمسين مصطبة، أي أنه يوجد بجوار البئر الحقيقية بئر أخرى لا تؤدي إلى حجرة دفن.
ولا يعرف السبب الذي من أجله حفرت، وقد ظن البعض أنها بئر قد ابتدئ فيها ولكن لم يكمل حفرها، غير أن تكرار هذه الظاهرة يدحض هذا الزعم. وفي اعتقادنا أنها بئر وهمية للمصطبة، حسب موسوعة مصر القديمة.
وإلى ذلك، كان لها بابًا وهميًّا، وكما أنه كان للمصطبة باب وهمي تدخل منه القرينة (الروح الجسمية) لتحل في الجسم وتغذيه حتى لا يموت أبدًا، كذلك كان للجسم ظل “خو” كما يعبر عنه المصريون، مقره البئر الوهمية يصل منها إلى الجسم الحقيقي، ويحل محله إذا أتلفه الدهر، وبذلك كان المصري يحتاط لنفسه من كل الوجوه. وإلا فليس هناك أي تفسير آخر لهذه البئر الوهمية، على أن وجود هذه البئر كان شائعًا في الدولة القديمة، وبخاصة عند علية القوم، كما تدل على ذلك مقابر أهرام الجيزة، ومنطقة سقارة.