تعرف على تاريخ المعارك الحربية في عصر الانتقال الأول
أسماء صبحي
تذكر وثائق هذه الفترة المعارك الحربية وما دار من صراع بين الحكام الموالين لأهناسيا وحكام طيبة. فهنالك شخص يدعى “عنخ تيفي” كان حاكمًا للأقاليم الجنوبية في عهد الملك “نفر كا رع” ثاني ملوك الأسرة التاسعة. وكان هذا الشخص يفتخر بقوة نفوذه وبشجاعة جنوده مما يجعل الباحث يتصور أنه دخل في صراع مع إقليم طيبة في ذلك الوقت.
قد حكم بعده ملك يدعي “واج كا رع” والذي عمل على تطهير الدلتا من المتسللين الذين عاثوا فيها فساداً. وبعد أن تحقق له ما أراد ركز جهوده على بيت طيبة وأنصارهم فدارت بينهما حرب في منطقة “ثني” تحقق فيها النصر للإهناسيين. ولكن الطيبيبن عادوا فاسترجعوا ما فقدوه وتقدموا شمالاً حيث تمكنوا من ضم أجزاء عديدة لحدود إقليمهم.
تاريخ المعارك الحربية
كذلك فإنه في عهد هذا الملك بدأت أخطار الجماعات الآسيوية الذين كانوا يقومون بالاعتداء علي قوافل المسافرين. فبدأ بالقيام بالحملات العسكرية في منطقة الدلتا وامتد نشاطه العسكري إلى منطقة البحيرات المرة. حيث نصح ابنه بتحصينها لمواجهة هجمات قطاع الطرق من البدو.
أما في عهد الملك “مري كا رع” فقد استمر النزاع القائم بين ملوك طيبة وملوك اهناسيا. حيث كان قد تولى حكم طيبة في تلك الفترة ملك قوي هو “نب حتب رع”. الذي نجح في الحد من سلطان حكام أسيوط بالاستيلاء على كثير من المناطق التابعة لهم.
في عهد نفس الملك عاش الأمير “خيتي الثاني” الذي بنى معبدًا وأعد لنفسه قبرا. وقد قام بمصاحبة الملك في حملة لتأديب الجنوبيين. وبعد هذه الحملة جاء أهل العاصمة هيراكونبوليس ليقابلوا الملك في احتفال. وفي هذه الفترة كان أهل طيبة مستقلين تقريبًا وقد جرت بينهم وبين الأسرتين التاسعة والعاشرة حرب مستمرة.
أهداف الصراع الحربي
جاء بعده الملك “إختوي الخامس” الذي لم يكن ملكاً قويًا مما فتح الباب أمام حكام طيبة للقضاء علي عائلة إهناسيا. فكان لهم ما أرادوا وبهذا عادت للبلاد وحدتها لتبدأ مصر مرحلة تاريخية جديدة هي الدولة الوسطي. وقد تحدثت عن أحداث هذه الفترة إحدى المقابر باسيوط وهي مقبرة “تف إيب” حيث ذكرت انتصارين ضد ثوار المقاطعات الجنوبية وهم أمراء طيبة المعروفين باسم “انتف”.
من الواضح أن الصراع كان هدفه الاستيلاء علي طيبة وأبيدوس. ويقول امير أسيوط أنه استولي على كل مقاطعة “طينة” وجعلها باب الشمالز وبهذا تكون لدينا الخطوط الرئيسية لصراع طويل بين أسيوط وطيبة انتهى بفوز طيبة.