حوارات و تقارير

هنا ناجى موسى ربه.. خبير أثري يكشف لـ “صوت القبائل” أسرار شجرة العليقة المقدسة بسيناء

أميرة جادو

سيناء أو أرض الفيروز، كنز من كنوز الله على أرض مصر، تلك البقعة التي تمكنت من جذب الأنظار على مر القرون، فهي وجهة سياحية براقة في مصر تقدم مغامرات لا تنتهي، تشتهر المنطقة بأهميتها الدينية العظيمة وموقعها الاستراتيجي المميز، فقد ترك الأنبياء والحجاج والفاتحون آثار أقدامهم على رمال سيناء، ومن بين هذه الآثار شجرة العليقة المقدسة تعتبر إحدى عجائب عالم النباتات التي تنفرد بها شبه جزيرة سيناء، والتي مازالت تبهر جميع زوار دير سانت كاترين من مختلف الجنسيات، وهي الشجرة التي ناجى عندها نبي الله موسى ربه، وهذا النوع من نبات العليق لم يوجد في أي مكان آخر إلا في سيناء، فهي الوحيدة من نوعها في العالم، وتعد من الأشجار الغريبة التي ليس لها ثمار وخضراء طوال العام، كما فشلت محاولة إعادة إنباتها في أي مكان في العالم.

الشجرة التي ناجى عندها نبي الله موسى ربه 

 

وفي هذا الإطار أكد الدكتور عبدالرحيم ريحان، الخبير الأثري لـ “صوت القبائل العربية”، أن شجرة العليقة في دير سانت كاترين هي الشجرة المقدسة الذي رأى عندها نبي الله موسى نارًا، حينما رأى فرعًا من الشجرة يشتعل والنار تزداد بينما الفرع يزداد خضرة فلا النار تحرق الخضرة، ولا رطوبة الخضرة ومائيتها تطفئ النار، وعندها سمع صوت “الله” سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أن نص القرآن الكريم يدل على مميزات مناخية للمنطقة التي تقع بها الشجرة، فهي شديدة البرودة حيث ذهب نبي الله موسى راجيًا جذوة من الخشب يشعلها ليستدفئ بها كما جاء في قول الله تعالى “إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ” موضحًا أن الآيات تنطبق على منطقة سانت كاترين أكثر المناطق برودة في مصر كلها لارتفاعها عن سطح البحر بحوالي 1500 متر.

أسرار شجرة العليقة المقدسة

ونوه “ريحان” إلى أن هناك بعض الدلالات الأخرى يوجد تشير إلى قدسية شجرة العليقة، حيث أن لهذه الشجرة أسرار خاصة لا تتوافر في أي نبات وهي خضرتها طوال العام، كما أنه ليس لها ثمرة، لافتًا إلى أنه رغم وجود شجر آخر من نبات العليق في سيناء لكن هذه الشجرة متفردة كما أن محاولات إعادة زراعتها فشلت في كل مناطق العالم وشهد بذلك الرّحالة الألماني “ثيتمار” الذي زار سيناء عام 1216، مشيرًا إلى أن “شجرة العليقة الملتهبة أخذت بعيدًا وجرى تقسيم أجزاء منها بين المسيحيين ليحتفظوا بها كذخائر ثمينة”.

حقائق أثرية عن شجرة العليقة

وأضاف الخبير الأثري، خلال حديثه لـ “صوت القبائل”، أن الحقائق الأثرية أكدت تفرد الشجرة دينيًا ومناخيًا حيث جاءت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين عام 336 ميلادية لتحج إلى “الوادي المقدس” وشاهدت الشجرة المقدسة، وبنت في أحضانها كنيسة صغيرة ما زالت حتى الآن وأطلقت بداية رحلات الحج لكل مسيحي العالم لزيارة الشجرة المقدسة وجبل موسى بسيناء وتوالت الرحلات إلى الوادي واستمرت حتى الآن بنفس الطقوس القديمة من صعود الجبل وعبور بوابتي الاعتراف والغفران ثم الصعود إلى قمة الجبل والهبوط لزيارة دير سانت كاترين عن طريق مدخل الحجاج القديم في الجدار الشمالي الشرقي، مضيفًا أنه في القرن السادس الميلادي بنى الإمبراطور “جستنيان” أشهر أديرة العالم في الوادي والذي ضم داخله شجرة العليقة المقدسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى