تربية الماعز والأغنام “الملاذ الآمن والمنقذة من الأزمات” في المنيا
دعاء رحيل
يتميز أهل الصعيد وخاصة في محافظة المينا، بتربية المواشي ورعى الأغنام والماعز والاهتمام بالزراعة، حيث تعتبر هذه الأعمال مصدر رزقهم الأساسي، وفي الصدد قال الحاج محمود دياب 63 سنة راعي أغنام يبحث عن المرعى المناسب، ويقضي الليل معهم في محافظة المنيا، وذلك حرصا على الحصول على لقمة العيش من مصادر حلال.
المراعي وفيرة
كما أوضح دياب: “لقد أصبحت أنا والأغنام صديقين وغالبًا ما أنام بعيدًا. وعندما أستيقظ ، أجد المكان الذي كنت منفصلًا عنه. كنت أتجول مع الأغنام في العديد من المناطق ، وخاصة في موسم حصاد القمح ، والقصب ، وفول الصويا ، والفول المحلي. الموسم الذي تجولت فيه مع الخراف. منوها أنه في الماضي كانت المراعي وفيرة بسبب وجود الكثير من الأراضي الزراعية. لكن المراعي الآن شحيحة للغاية لدرجة أنه يتعين عليهم شراء العلف لأغنامهم . مما يجعل تربيتها أغلى من ذي قبل. كانوا يتجولون بعد الحصاد في الصيف والشتاء. ولكن الآن مع محصول واحد أو اثنين فقط. يعتمدون على زراعة البرسيم لتأمين العلف لأغنامهم وماعزهم.
كما قال الحاج محمود : دائما نحرص على تعليم الأبناء حرفة رعاية الأغنام لأنها تصبح من ضمن أعمالهم بعد ذلك. خاصة أن تربية الأغنام والماعز يطلق عليه الظفر الرفيع صديق الأزمات. فإذا تعرضت لأى أزمة مالية تجد أمامك الأغنام والماعز تبيع منها، وتسدد ما عليك من ديون، غير المواشي الأخرى التي لا تستطيع التصرف فيها. مشيرًا أن الأغنام تلد مرتين كل عام ونصف مثلها مثل الماعز تمامًا. وهى حسب الرزق قد تلد اثنان أو ثلاثة. وكذلك الماعز في بعض الأحيان تلد 5 صغار.وهو مشروع جميل لأى شاب. ويحقق له الأرباح إذا اهتم به ووفر له الأعلاف.
ونوه دياب، أن زوجته تساعده كثيرًا في تربية الأغنام، فقد كنا فقراء، وبدأنا حياتنا باثنين فقط، ثم أنعم الله علينا، وأصبح لدينا من الأغنام ما نستعين به على الحياة، وبعد تقدم العمر الآن أبنائي وأحفادي يساعدوني في تربيتهم، وأنا الآن أصبحت لا أقوى على التجول فأترك الأغنام في مكان الرعي وأجلس حتى نهاية اليوم، لافتًا إلى أن أسعار الأغنام هذه الأيام مرتفعة بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف سواء البرسيم أو غيره من الأعلاف، وزيادة أسعار اللحوم تزيد من أسعار الأغنام، لكن تربية الأغنام كلها خير، وهى من المشروعات التي قد يبدأ صاحبها بواحدة “عشار” تنقل معه خلال الموسم وتساعده على الحياة.