أهم الاخبارالمزيدحوارات و تقارير
أخر الأخبار

أسطورة الطائر المجهول الذي يُغرد في سماء سيناء

لا يُعرف شكله.. ويأتي مع الطيور المهاجرة

شبه جزيرة سيناء – محمود الشوربجي

الشرقرق طائر غرد في سماء سيناء منذ آلاف السنوات ولا زال..

الطائر المغرد لا يُعرف شكله..

من أوروبا إلى آسيا.. الطيور المهاجرة تقطع آلاف الكيلومترات

 

بطابعها الفريد الذي يميزها عن جميع بقاع العالم، تُعد منطقة شبه جزيرة سيناء من بين أهم مناطق مصر عند وصول أفواج الطيور المهاجرة، إذ أنها المحطة الأولى لرحلتها داخل قارة آسيا.

وعندما تفكر بكلمة “الهجرة الجماعية”، لن يخطر في بالك سوى مشاهد أفواج الناس وهم ينفرون إلى الانتقال إلى مكان آخر بأعداد مهولة. ولكن، هل تعرف أن هناك هجرة جماعية خاصة بالطيور تأتي إلى سيناء؟

تقطع ملايين الطيور المهاجرة في أواخر أغسطس كل عام آلاف الأميال فوق سطح المياه قادمة من قارة أوروبا عبورا بدول كثيرة إلى أن تصل قارة آسيا، ومن أبرز الطيور المهاجرة هي السمان التي ذكرها القرآن الكريم عندما وهب الله تعالى بني إسرائيل بالمن والسلوى.
نكشف هوية الطائر الذي يغرد في سماء سيناء
يُسمع يوميًا في وقت الليل تغريد لطائر معروف محليًا وشعبيًا بـالـ «شَرَقْرَق» في سماء شبه جزيرة سيناء، ويُعتقد عند الأجداد البسطاء في مدن سيناء أن هذا الطائر يقوم باستدعاء طائر السمان المعروف بالـ «فِرّْ» لديهم ومفردها «فِرَّة»، قيل أنها سُميت كذلك لأنها عندما تطير من مكانها تفِرُّ فرارًا، وهي من أذكى الطيور المهاجرة على عكس المرعى والمسماة بالـ «مُرعَايا» الأقل ذكاءا من الفرة، ورأيت بعضًا من الناس يمسكونها دون أي استدراج في الشباك. لكن عند صيد السمان يقوم الصائد بعمل حيل كثيرة قد تستغرق وقتًا كبيرا وتُسمى «تَدحيل». أما الأفواج التي تأتي بكثرة في أيام معينة تسمى لديهم بالـ «فُوعَة».

 

ويقول الكاتب حمدي نصر، باحث في إدارة التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وعميد الصحفيين في سيناء، أن الطائر الذي يغرد ليلا في سماء سيناء، اسمه المحلي شرقرق وهو من الطيور المهاجرة يطير معها ويتقدمها ويسمع صوته ليلا وهو يواصل هجرته مع السمان ويسبقه.

أسطورة الطائر المجهول الذي يُغرد في سماء سيناء

وأضاف «نصر» أنه لا صحة أنه ينادي على السمان إنما هو يتقدم الفوج المهاجر، لذلك ظن بعض البسطاء أنه ينادي عليه. والطيور تهاجر ليلا اتقاء لحرارة الشمس وهي تقطع مسافات كبيرة وتصل منهكة إلى الشاطيء، لذلك إذا لم يقم الصيادون بإخراجها من الشباك سريعا جدا فإنها تموت، والشرقرق لا أحد يعرف شكله لأنه يأتي ليلا.

 

من جهته، قال المصور الوثائقي أحمد وحيد، المصور المتخصص في توثيق الحياة البرية، أن كل الطيور المغردة تهاجر ليلا، أما الأجهزة المستخدمة للصيد الحديث، فهم بشكل أساسي يقومون بتشغيل صوت السمان مع بعض أصوات الطيور المستهدفة الأخرى.

وأضاف أن الوروار من الطيور التي تعبر بأعداد كبيرة في الخريف فعلا، ومنذ عدة أيام كنت في العريش وسمعت صوته ليلا.

 

أغنية طير السمان

ومنذ عامين صدرت أغنية جديدة ألفها الشاعر السيناوي الكبير عبد الكريم الشعراوي، كان مطلع كلماتها: “يا طير السمان يا مرَوَّح حوِّد على العريش”، وغناها الفنان عمر كمال وحسام فيكا، وأحدثت صدى واسع في الوطن العربي.

ولا زال أهالي سيناء يستقبلون موسم السمان سنويًا وينصبون شباكهم له في المناطق الساحلية، ويبدأ موسم الطيور المهاجرة سنويا من أول سبتمبر وتنتهي في آخر شهر أكتوبر، وبحسب إحصائيات سنوية إن أكثر الأيام لوصول الطيور المهاجرة إلى السواحل الشمالية في سيناء هي في منتصف سبتمبر وتستمر حتى منتصف أكتوبر، أما في باقي الأيام تقل تدريجيا.

أما في رحلة العودة التي تكون في فصل الشتاء القارص فهي تسمى لديهم «رِجعِي»، أي السمان الذي يعود ويرجع إلى موطنه الأصلي، ويكون بأعداد نادرة جدا.

طائر الوروار الأوربي – تصوير : أحمد وحيد
2 – طائر الوروار الأوربي – تصوير : أحمد وحيد
3- طائر الوروار الأوربي – تصوير : أحمد وحيد
طائر السمان – تصوير : أحمد وحيد
طائر السمان في الشباك – تصوير أحمد وحيد
جانب من هجرة الطيور إلى قارة آسيا

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى