تاريخ ومزارات

بينها “طريق الكباش”.. الوصف الأثري لـ “معبد آمون رع” في الكرنك

أسماء صبحي 

يبدأ معبد آمون رع بمرسی عمل خصيصًا للإله آمون. وكان يستخدمه عندما كان يخرج من معبده في الكرنك لزيارة معبد الأقصر أو الحريم الجنوبي. وذلك بمناسبة الاحتفال بعيد الأوبت، وهو عبارة عن رصيف كبير مرتفع تصل إليه عن طريق درج. وكان هذا الرصيف مستعملًا حتى الأسرة السادسة والعشرين، إذ سجل على الواجهة الغربية ارتفاعات منسوب النيل أثناء الفيضانات المختلفة في الفترة بين الأسرات ٢٢ و ٢٦. وعن باقي مواصفات المبعد في جاءت كما يلي:

طريق الكباش

هو طريق بين صفين من التماثيل يتكون كل منهما من رأس كبش وجسم أسد، وطوله ٥٢ مترا، وعرضه ١٣.١مترا. ويبتعد عن الصرح الأول بمسافة ۲۰ مترا، وكان المصري القديم يعتقد أن الكباش تحمي المعبد ومداخله. وقد شكلت تماثيله على هيئة الكباش، لأن الكبش اعتبر مظهر من مظاهر الإله آمون رع. وهي موضوعة على قاعدة مرتفعة تحت رأس كل كبش تمثال ملكي على اعتبار أن الإله آمون في صورة كبش يحمى الملك. وكانت الكباش في الأصل تحمل اسم رمسيس الثاني.

الصرح الأول لـ “معبد آمون رع”

يبلغ طول الصرح الأول 113م، وارتفاعه 40م، وسمكه 15م، وهو يرجع إلى عهد الملك نختنبو الأول من ملوك الأسرة ۳۰. ويتميز هذا الصرح بوجود المنحدرات الطينية التي كانت تستعمل لنقل الأحجار عليها للبناء. وقد أزيلت هذه المنحدرات في البرج الشمالي وفي الجانب الغربي من البرج الجنوبي. وقد تركت هيئة الآثار المنحدر الموجود في الجانب الشرقي للبرج الجنوبي كمثل واضح لهذه المنحدرات الطينية.

الفناء الكبير المفتوح

ندخل من باب الصرح لنصل إلى الفناء الكبير المفتوح، وهو يرجع إلي الأسرة ۲۲. وطوله ٨٠ م، وعرضه ۰۰ام، وقد أقيم على جانبي الفناء صف واحد من الأساطين الضخمة من عهد شاشانق الأول الأسرة ۲۲. كما نرى أيضا على الجانبين بعض التماثيل التي تمثل أبو الهول بشكل الكبش وقد أقامها رمسيس الثاني. وهي أغلب الظن بقايا طريق الكباش الذي كان يصل إلى الصرح الثاني معبد رمسيس الثالث.

على يمين الداخل من الصرح الأول نجد المعبد الذي شیده رمسيس الثالث الذي يعتبر النموذج الحي لمعابد الدولة الحديثة. وكان مخصصاً لاستراحة المراكب المقدسة للثالوث المقدس، ويبدأ معبد رمسيس الثالث بصرح صغير نسبيا أصابه الكثير من أعمال التخريب. ونشاهد عليه المناظر التقليدية التي توجد على الصروح. فالملك مصور يذبح أسرى وهو ممسك بشعورهم أمام الإله آمون أسطون طهرقا.

نترك معبد رمسيس الثالث ونتجه إلى وسط الفناء، فنجد أسطون طاهرقا الشهير. وهو بقايا صالة الأعمدة الضخمة التي شيدها الملك الأثيوبي طاهرقا من ملوك الأسرة ٢٥. التي كانت تتكون من عشرة أساطين ضخمة ذات التيجان على شكل زهرة البردي المفتوحة. يصل ارتفاع الأسطون إلى ۲۱م، وسمكه إلى ۲۰م، وقطر التاج 15م.

يمثل هذا العمود مقصورة قائمة بذاتها، كما يحتمل وجود منصة يستقر عليها المركب المقدس للإله آمون الصرح الثاني. ونصل إلى الصرح الثاني وقد بدأ بناؤه حور محب وأكمله الملك رمسيس الأول. وسجل عليه اسم الملك رمسيس الثاني، وأضيفت إليه إضافات من عهد بطليموس الثامن. وكان طوله ۹۸م، وسمكه 14م، وارتفاعه حوالي ۲۹م، وقد عثر بالقرب منه عام 1954م على تمثال ضخم للملك بانجم. وهناك اعتقاد بأن بانجم قد اغتصبه من الملك رمسيس الثاني، والتمثال مقام الآن على يسار الداخل للصرح الثاني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى