مسجد الآمر بأحكام الله نموذج للتسامح بين الأديان
سيناء – محمود الشوربجي
يقع مسجد “الآمر بأحكام الله” داخل أسوار دير سانت كاترين بجنوب سيناء. ويعلو نحو 10 أمتار عن مبنى الدير في سفح الجبل غرب الكنيسة الكبرى. وهو مسجد صغير بمئذنة صغيرة مبني من الطوب اللبن والأحجار الغشيمة.
يرجع تاريخ بنائه إلى عهد الدولة الفاطمية وتحديداً للخليفة السابع للدولة الفاطمية ( 495 : 524ه) ، (1101 : 1130م) وهو في عهد الإمام الآمر بأحكام الله أبو علي المنصوري. وسُمي المسجد باسمه ويعرف لدى الكثيرين الآن بمسجد الدير أو جامع الدير إختصاراً للاسم .
كما وعرف بمسجد “الوادي المقدس” وعرف أيضاً بمسجد “طُوَى” ، قيل أن “المنصور” قام ببنائه داخل الدير لحمايته من الهجمات التي كان يتعرض لها الدير في ذلك العهد من وقت لآخر.
والجدير بالذكر أن نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية على مصر أمر بترميم وتقوية السور الذي يبلغ ارتفاعه من 40 إلى 200 قدم . وبعد شكاوي الرهبان عن تعرض الدير لبعض الهجمات أمر نابليون بتعلية السور حتى وصل إلى 200 قدم وأمر ببناء دفاعات خارج السور لحمايته.
مسجد الآمر بأحكام الله
هذا ومنذ إنشاء المسجد حتى سنوات مضت قام الكثير من الشخصيات العالمية والسائحين بزيارة المسجد والدير معاً ضمن رحلاتهم المقدسة، فيما نفى كثير من المؤرخين والباحثين أن بناء المسجد ارتبط بهجمات أو حالات تعدي كما روج البعض، وأن بناء المسجد جاء ليبين للعالم أن نسيج الشعب المصري بطبعه في تسامح بين الأديان السماوية.