“الدروز”.. تعرف على نسبهم ومعتقداتهم وموقف الإسلام منهم
أميرة جادو
تعددت الطوائف والفرق الإسلامية، لذلك قد يختلط على البعض معرفة ما إذا كانت هذه الفرق على صوابٍ أم لا، ولمعرفة ذلك لا بدّ من الاستفسار ومعرفة من هم “الدروز” ومعتقداتها.
من هم الدروز؟
يرجع نسبهم إلى الطائفة الدرزية، التي ظهرت في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله أبو علي المنصور بن العزيز بالله الفاطمي، وقد أسس الدروز المذهب الدرزي بناءً على تعاليم الطائفة الإسماعيلية، ثمّ أضافوا عليه وأسسوا بذلك مذهبهم الخاص.
وكان أول ظهورهم في مصر في فترة حكم الفاطميين، لكنهم سرعان ما ذهبوا إلى بلاد الشام واستقروا فيها، ومؤسس هذا المذهب هو حمزة بن علي الزوزني ومحمد بن إسماعيل الدرزي -المشهور بنشكتين- والذي يعود سبب تسمية الدروز نسبة له.
معتقدات الدروز
يظهر عليهم الطابع الإسلامي، إلّا أن عقيدتهم لا تمتّ إلى الإسلام بصلة، بل هي خليطٌ من معتقداتٍ وأفكار وأديان مختلفة، فمن معتقدات الدروز ما يأتي:
- من أبرز معتقداتهم إيمانهم بألوهية الخليفة الحاكم بأمر الله وأنّه بالرغم من موته إلّا أنّه سيرجع.
- ينكرون وجود جميع الرسل والأنبياء، بل ويطلقون عليهم لقب “الأبالسة”، كما يهينون الصحابة ويقولون فيهم أمورًا فاحشة.
- يعتقدون بأنّ المسيح هو مؤسس مذهبهم وداعيتهم حمزة الزوزني.
- يحقدون على أصحاب جميع الأديان الأخرى ويبغضونهم وخاصةً المسلمين، فهم يستبيحون دماءهم وأموالهم وأعراضهم.
- يؤمنون بأنّ مذهبهم وعقيدتهم نسخت كلّ ما أتى قبلهم من الديانات، بذلك ينكر الدروز كلّ تعاليم الإسلام وتشريعاته.
- ومن أغرب معتقداتهم أيضًا، الإيمان بفكرة تناسخ الأرواح والمقصود بها أنّ الشخص بعد موته تنتقل روحه إلى شخص آخر، ويكون انتقالها بناءً على عمل الإنسان قبل موته. فإمّا أن تنتقل إلى شخص أسعد وبذلك يكون ثوابًا لصاحبها السابق وإمّا أن تنتقل لشخصٍ أشقى فيكون عقابًا.
- ينكرون وجود الجنّة والنار وقضية البعث بعد الموت، كما أنّهم ينكرون القرآن الكريم ويعتقدون أنّه من صنع سلمان الفارسي.
- لهم مصحف خاص بهم يطلقون عليه اسم “المنفرد بذاته”، كما أنّ الشخص لا يكون درزيًّا إلى إذا كتب أو قرأ الميثاق الخاص.
- ينسبون عقائدهم إلى العصور القديمة كالفراعنة والهنود القدماء.. كما أنّ كبار مفكريهم المعاصرين يحجّون إلى الهند بزعم أنّ عقيدتهم نابعةٌ من حكمة الهنود القدماء.
- يعتقدون أنّ يوم القيامة هو عودة الحاكم بأمر الله الذي سينصرهم ويقودهم إلى هدم الكعبة ودحر المسلمين وباقي الأديان. وبهذا تكون السيطرة والهيمنة لهم وحدهم إلى الأبد.
- من أغرب معتقداتهم أنّ الحاكم بأمر الله أرسل إليهم خمسة أنبياء وهم حمزة وإسماعيل ومحمد الكلمة وأبو الخير وبهاء.
- لا يتلقى الدرزيّ تعاليم دينه إلّا بعد بلوغه سن الأربعين وهو سنّ العقل بالنسبة لهم.
أقسام المجتمع الدرزي
ينقسموا من الناحية الدينية إلى قسمين رئيسين، وهما:
- الروحانيون: وهم الفئة المتدينة التي بيدها أسرار الدين الدرزي ويُقسمون بدورهم إلى رؤساء وعقلاء وأجاويد.
- الجثمانيون: وهم عامة الشعب الدرزي وهم من ليس له علاقةٌ بالدين بل تشغلهم الأمور الدنيوية فحسب، فهم لا يعلمون من معتقدات الدروز إلّا رؤوس الأقلام ويُقسمون أيضًا إلى أمراء وجُهّال.
عادات وتقاليد الدروز
حتى تكتمل الإجابة عن سؤال من هم الدروز يجب ذكر بعض عاداتهم وتقاليدهم. حيث يختصّ الدروز بمجموعةٍ من العادات والتقاليد تكاد تكون بمثابة شرائع يقتدون بها، ومن أهمها ما يأتي:
- يمنع عند الدروز الزواج بأحدٍ من خارج ملّتهم أو طائفتهم.
- يمنع في المجتمع الدرزي تعدد الزوجات أو إرجاع المطلّقة.
- الإناث الدرزيات محروماتٌ من الميراث.
- لا يعتقدون بحرمة الأخ أو الأخت من الرضاعة.
- يمنع خروج أحدٍ من الدين الرزي كما لا يقبل الدروز أحدًا في دينهم لم يكن درزيًّا في الأصل.
موقف الإسلام من الدروز
كما ذكرنا أنّهم لا يؤمنون لا بالأنبياء ولا الرسل ولا الكتاب ولا تعاليم الإسلام ولا فرائضه، كما أنّهم ينكرون حقيقة اليوم الآخر ويعبدون الحاكم بأمر الله ويألهونه، فهم بالنسبة للمسلمين كفّارٌ.
وقد أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عن أمر الحكم على الدروز فقال: “هؤلاء الدرزية والنصيرية كفار باتفاق المسلمين، لا يحل أكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم، بل ولا يُقَرون بالجزية. فإنهم مرتدون عن دين الإسلام ليسوا مسلمين ولا يهود ولا نصارى، لا يقرون بوجوب الصلوات الخمس ولا وجوب صوم رمضان ووجوب الحج. ولا تحريم ما حرم الله ورسوله من الميتة والخمر وغيرهما وإن أظهروا الشهادتين مع هذه العقائد، فهم كفار باتفاق المسلمين”.. والله تعالى أعلم.