قبائل و عائلات

أصل أهل الشام وعلاقتهم بالكنعانيون والشعوب السامية

أميرة جادو

اتفق المؤرخون على أن السكان الحاليين في العالم العربي لهم أصل مشترك، وأن هذا الأصل غالبًا ما يعود إلى شبه الجزيرة العربية؛ حيث تعيش شعوب تنتمي إلى عرق “البحر الأبيض المتوسط”، أو كما يطلق عليه العرق المتوسطي، وهو أحد العناصر الرئيسية الثلاثة التي ينتمي إليها العرق القوقازي، وقد عرفت هذه الشعوب أيضًا؛ الذين يعود أصلهم إلى شبه الجزيرة العربية والعرق القوقازي، باسم الساميون؛ أولئك الذين عرفوا بهذا الاسم لأنهم يتحدثون اللهجة أو اللغة السامية.

تشتهر هذه الشعوب بمجموعة من السمات والخصائص الجسمانية المشتركة والخاصة بهم والتي تميزهم عن باقي الشعوب الأخرى.. كلون البشرة المائل للون القمحي، والشعر المموج، والقامة المتوسطة، والبنية النحيفة، والرأس المستطيل، وقد عاش جزء منهم في مناطق زراعية خصبة. أما الجزء الآخر فقد عاشوا في مناطق جافة وشحيحة. الأمر الذي اضطرهم للهجرة من الجزيرة العربية إلى مناطق زراعية مجاورة أكثر خصوبة بحثاً عن الماء والغذاء وسبل العيش.

أصل أهل الشام

اجمع المؤرخين على أن الكنعانيون أحد أوائل الشعوب السامية التي تواجدت في منطقة الشام. فهم أول شعب من الشعوب المعروفة تاريخياً ممن جاءوا من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام وسكنوا فيها. كما أنهم أول من أقام وبنى حضارة على أرض فلسطين. التي أخذت تسمية أرض كنعان نسبة لهم.

ورغم ذلك اختلف المؤرخون في تقديراتهم لبداية توطين الكنعانيين في بلاد الشام، خاصة وأن توطينهم كان في فترات تاريخية مختلفة، لذلك قسم المؤرخون الفترات التاريخية التي تغطي هجرة الكنعانيين إلى ثلاث مجموعات:

  1. رجح مؤرخين المجموعة الأولى أن هجرة هذه الشعوب من منطقة الجزيرة العربية، المعروفة باسم الهجرة “الأمورية الكنعانية” كانت قد حدثت في نصف الألف الثالث قبل الميلاد.
  2. أما المجموعة الثانية يعتقد مؤرخيها، بالاستناد إلى مكتشفات الآثار المصرية القديمة، بأن هذه الهجرة كانت قبل بداية الألف الثالث كونهم كانوا مستقرِّين بالبلاد في بداية الألف الثالث.
  3. بينما مؤرخين المجموعة الثالثة أشاروا إلى وجود الكنعانيين منذ أكثر من سبعة آلاف سنة، وقد وصلوا لهذه النتيجة في ضوء تتبع الآثار في مدنهم القديمة مثل مدينة أريحا؛ التي تعتبر أقدم مدينةٍ في العالم.

نبذة عن الكنعانيين

هم مجموعة ثقافية تتحدث اللغة السامية. عاشت في بلاد الشام، وكانت تسمى بـ كنعان. وكان تواجدهم في فلسطين، ولبنان، وجنوب سوريا، وشرق الأردن، منذ الألفية الثانية قبل الميلاد؛ حيث أنهم بدأوا بممارسة نفوذهم منذ ذلك الوقت في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وتحديداً في بلاد الشام، فكما ذكر الطبري بأن الكنعانيين قد انتشروا في بلاد الشام وملكوها وقال: “أول ملك كان للعرب في الشام فيما علمناه للعمالقة”.

عرفوا باسم عمالقة أو عماليق الشام علماً بأن المقصود بالعمالقة أو “العماليق” هم بالغالب أكثر من شعب أو أنهم شعب واحد لكن تفرَّقوا في عدّة مناطق أو دويلات.

ويعود سبب تسميتهم بهذا الاسم نسبةً إلى جدِّ العماليق عمليق بن لاوذ بن سام؛ الذي هاجر بعض أولاده إلى الشام ومصر ومكّة.

وشكك المؤرخون والباحثون في أن الكنعانيين كانوا متحدين سياسياً في مملكةٍ واحدة؛ حيث تشير الحفريات الأثرية إلى أنهم كانوا موجودين في عدّة مدن، وينتمون لمجموعاتٍ عرقية مختلفة.

يرجع سبب تفرق وانتشار الكنعانيين في عدّة دول وعدم تمكنهم من إنشاء دولةٍ سياسيةٍ موحَّدة وكبيرة لمجموعةٍ من الأسباب والظروف؛ أهمّها:

  • وجود الكنعانيين بين حضارتين عظيمتين وهما الحضارة المصرية وحضارة بلاد ما بين النهرين.
  • قربهم من الدولة الحيثية القوية، وقد كان يحكم كل مدينةٍ من مدن الكنعانيين مَلِكٌ يستقلُّ بمدينته عن بقية المدن، وقد تفاوتت تلك المدن في قوتها ومنعتها، ومن هذه المدن: طرابلس، وجبيل، وبيروت، وصيدا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى