تاريخ ومزارات

تعرف على الأهمية التاريخية لدار ابن لقمان..

تعرف على الأهمية التاريخية لدار ابن لقمان..

صوت القبائل العربية 

ارتبطت دار ابن لقمان بصفحه من صفحات التاريخ الإسلامي حتى نقش فوق بابها أبيات تحكي تاريخ عظيم ما بين انتصار المصريين وهزيمة لويس التاسع ملك فرنسا، فبعد إعلانه قيادة غزوة صليبية هائلة “الحملة السابعة” عام 1249م فى عهد السلطان الأيوبى الصالح نجم الدين أيوب، وأن هدفه هو الاستيلاء على مصر التي كانت تمثل العقبة الكبرى أمام استرداده لبيت المقدس من أيدي المسلمين وذلك بعد هزيمتهم فى معركة لافوربى، جهز الصليبيون حملتهم خلال ثلاث سنوات بأسطول ضخم يتكون من نحو 1800 سفينة محملة بنحو 80 ألف مقاتل بعتادهم وسلاحهم وخيولهم، وأثناء توقف الحملة فى قبرص قبل وصول سفنها إلى المياه المصرية، علمت مصر بتحركهم نحوها فأنهى السلطان الصالح أيوب حصاره لحمص وعاد إلى مصر في أبريل 1249م وكان يعاني من شدة مرضه، وأصدر أوامره بالاستعداد وشحن دمياط بالأسلحة والأقوات والأجناد، وأمر نائبه بالقاهرة الأمير حسام الدين بن أبى على بتجهيز الأسطول، وأرسل الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ على رأس جيش كبير ليعسكر فى البر الغربى لدمياط حتى يواجه الفرنج إذا قدموا.

عندما وصلت سفن الصليبيين إلى دمياط، أرسل الملك لويس رسالة إلى السلطان الصالح أيوب يطالبه فيها بالاستسلام فرد عليه السلطان الصالح برسالة يحذره فيها من مهاجمته لمصر، وفى فجر السبت 5 يونيو 1249 نزل جنود وفرسان الحملة على بر دمياط و كانت القوات الصليبية تضم نحو 50,000 مقاتل وفارس، ونشب قتال شديد بين المسلمين والصليبيين انتهى بتراجع المسلمين، وتمكن الصليبيون من احتلال دمياط والسيطرة عليها في عام 1249، واستولوا عليها بكل ما كان فيها من سلاح ومؤونة، وحصنوا أسوارها، وحول الصليبيون جامع المدينة إلى كاتدرائية ونصبوا عليها أسقفا، وصارت دمياط مدينة صليبية وعاصمة لمملكة ما وراء البحار “أوتريميه”.

وبعد سيطرة الملك لويس على دمياط، ووفاة الصالح أيوب، أخفت شجرة الدر زوجة السلطان خبر وفاته حتى مجيء ابنه توران شاه من الشام وأدارت مصر في مرحلة صعبة أعطت خلالها قيادة الجيش لفارس الدين أقطاي وبيبرس، إلا أن الخبر تسرب للويس التاسع حينها، فأعد العدة للسيطرة على المنصورة، ووافقت شجرة الدر على خطة بيبرس على استدراج الصليبيين داخل مدينة المنصورة بفتح باب من أبوابها، ففي 8 فبراير 1250، أمر بيبرس بفتح باب من أبواب المنصورة، وبالتعاون مع الجنود والأهالي، تم وضع خطة محكمة يلتزم الجميع فيها بالسكون التام والاختفاء، حتى يظن أفراد الحملة أن المدينة قد خوت من الجنود والسكان، حتى خدعوا وابتلعوا الطعم ووقعوا في الفخ بعد أن ظنوا بأن المدينة خالية، فخرج عليهم الأهالي ومنهم العربان والفلاحين فجأة وباغتوهم، حيث أخذوا يرمون الجنود الصليبيين بالرماح والحجارة، بالاشتراك مع المماليك البحرية والجمدارية، وأخذوهم بالسيوف من كل جانب في معركة قوية وحاسمة بقيادة الظاهر بيبرس، فتراجع الصليبيون إلى معسكرهم، وقُتل “المونت دارتوا”، شقيق الملك لويس التاسع.

حاول لويس الهرب مع قواته شمالا وأثناء محاولة الصليبيين الانسحاب ليلا إلى دمياط تمكن الجيش منهم واستطاعوا هزيمتهم في فارسكور بمساعدة الشعب المصري ومنهم أبناء دمياط الذين انتقلوا إلى المنصورة بعد احتلال الصليبيين لدمياط لأجل الجهاد ضد الغزاة ومحاربتهم بما يمتلكونه من أسلحة دفاع بسيطة وأدوات قتالية متواضعة، وتمكنوا من أسر لويس التاسع ملك فرنسا في بيت القاضى فخر الدين ابن لقمان قاضى القضاه “دار ابن لقمان”، حيث قيد بالأغلال هو وقائدان من قادة جيشه ولم يفرج عنه إلا بعد تخلي الفرنسيين عن دمياط ودفع 10 ملايين فرنك فدية لإطلاق سراحهم، وإطلاق سراح الأسرى المسلمين الذين فى حوزته، وأسرى المسلمين فى الشام، والتعهد بعدم العودة لمصر مرة أخرى، حتى غادر في 7 مايو 1250، لتظل الدار بما تحمله من أحداث تاريخية عظيمة شاهدة على الدور البطولي للفلاحين المصريين في مواجهة الغزو الصليبي دفاعا عن أرضهم ووطنهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى