تاريخ ومزارات

حكاية شارع أمير الجيوش.. من سلك العبيد إلى رجل الساعة….. أقدم شوارع القاهرة الفاطمية أمير الجيوش

صوت القبائل العربية

يعد شارع أمير الجيوش ، من اقدم شوارع القاهرة  الذي اشتهر منذ عصر الدولة الفاطمية  ، حيث يبدأ من ميدان  باب الشعرية وينتهي عند شارع المعز لدين الله الفاطمي، وسُمي نسبة إلى القائد “بدر الجمالي” أفضل قادة الجيوش في تلك الفترة الزمنية.

وفي رواية أخرى عن تسمية هذا الشارع، فإن اسم “أمير الجيوش” جاء لأن هذا الشارع كان يقع عند إحدى بوابات القاهرة، الذي كان يخرج منه الجيوش ويعودون منتصرين، ويطلق أهل المنطقة على هذا الشارع أيضًا اسم “ميرجوش” أو “النحاسين”، ونشاطه الأبرز هو تجارة الأوانى المعدنية والبلاستيكية.

يوجد بالشارع ما يطلق عليه بالمجمع التعليمي؛ حيث يوجد به مدرستان تحملان اسم “أمير الجيوش” واحدة للإعدادية بنين، والثانية للثانوية بنات، كما توجد أيضًا مدرسة رمسيس التجريبية، وعلى مسافة قريبة مدرسة باب الشعرية الإعدادية.

وأرض شارع أمير الجيوش على امتدادها تتجاور فيها أرض تصنيع الأوانى ومحال بيعها، وبضائعه الكثيرة وتبدأ بقدر الفول وخزانات الماء وتنتهى بالأكواب المعدنية والبلاستيكية، وسكانه الحاليون فى الغالب من المشتغلين فى صناعة وتوزيع الأواني، أما سكان شارع أمير الجيوش القدامى فقد كانوا من وجهاء القوم على المستوى السياسى أو العسكرى أو الديني، فقد سكنه أبناء الخليفة العاضد ووزير وقائد جيوش الخليفة المستنصر الفاطمى ووكيل ابن عوف شريف مكة والشيخ على البقلى مفتى مجلس الأحكام وغيرهم.

 

 

أمير الجيوش  ومؤسس الشارع والمنطقة المحيطة يوصف عادة بأنه رجل الساعة، بمجرد دخوله مصر عام 1074 نجح فى إنقاذ الدولة الفاطمية من كارثتين محدقتين أولاهما المجاعة التى أكلت الأخضر واليابس طوال سبع سنوات، وثانيهما استفحال نفوذ الأتراك والاحباش الذين استغلوا ضعف الخليفة الفاطمى وعاثوا فى الأرض فسادًا.

واستطاع بدر الدين الجمالى التخلص من قادة الفتنة ودعاة الثورة، وبدأ فى إعادة النظام إلى القاهرة وفرض الأمن والسكينة فى ربوعها، وامتدت يده إلى بقية أقاليم مصر، فأعاد إليها الهدوء والاستقرار، وضرب على يد العابثين والخارجين، وبسط نفوذ الخليفة فى جميع أرجاء البلاد.

وصف شارع أمير الجيوش

شارع أمير الجيوش، ضيق ويخلو إلى حد ما من مظاهر الفخامة الحديثة، وعلى المستوى التاريخي يعد من أقدم شوارع القاهرة الفاطمية، واسمه أمير الجيوش، يرجع مباشرة إلى المؤسس الثاني للعاصمة والذي جعل منها مدينة بالمعنى الحرفي للكلمة.

قصة تسمية شارع أمير الجيوش :

واستطاع «بدر الدين الجمالي » التخلص من قادة الفتنة ودعاة الثورة، وبدأ في إعادة النظام إلي القاهرة وفرض الأمن والسكينة في ربوعها، وامتدت يده إلي بقية أقاليم مصر، فأعاد إليها الهدوء والاستقرار، وضرب علي يد العابثين والخارجين، وبسط نفوذ الخليفة في جميع أرجاء البلاد.

ويتميز شارع أمير الجيوش بتنوع مظاهر الحياة به، ويستمد عبقه التاريخي من تصميمات بعض مبانيه علي الطرازين المملوكي والفاطمي، ويرجع تاريخ إنشائها لأكثر من ٢٠٠ سنة، ورغم قدمها فإن عائلات مازالت تقطنها، توارثت تأجيرها بعقود إيجار بعضها لا يتجاوز جنيهًا واحدًا للمنزل المكون من طابقين، وجميعها تكسوه زينات و«تعاليق»، وفوانيس رمضان بمجرد حلول الشهر الكريم وحتي صباح يوم العيد، تمتلئ الشارع بالورش والمحال، التي لا تغلق أبوابها علي مدار اليوم، وإلي جوار المباني التاريخية، التي تمنح الناظرين إليها إحساسًا روحانيًا.

مازال الشارع يحتفظ باسم أمير الجيوش بدر الجمالي حتى الآن، فهو يجاور شوارع منطقة لم تهتم العهود السياسية المتعاقبة بتغيير أسمائها الأولى لأن قدمها وبعدها عن مراكز الحكم قلل إمكانية العداوة مع أصحابها القدامي.

أبرز معالم شارع أمير الجيوش

على إمتداد شارع أمير الجيوش يحتوي على مدرسة الجمالية وثلاث مدارس أخرى، وهي رمسيس للغات وأمير الجيوش وباب الشعرية، وهي إن كانت أقل فخامة تذكر بمدارسه القديمة فقد كانت به مدرسة العزنوية التي بناها الأمير حسام الدين القايماز النجمي الذي كان في الأصل مملوك نجم الدين أيوب، وفي مقابلها كانت مدرسة البازكوجية التي أنشاها الأمير سيف الدين يازكوج الأسدي مملوك أسد الدين شيركوه أحد أمراء السلطان صلاح الدين.

«أمير الجيوش» كان قائداً لجيوش الخليفة الفاطمي المستنصر بالله

«بدر الدين» الجمالي كان في الأصل مملوكاً أرمينياً، وأمير الجيوش في الشام، استدعاه الخليفة المستنصر من الشام وولاه الوزارة عام 1073م، كي يستعيد السيطرة علي الأمور، ويخرج بالبلاد من الأزمات التي كادت تودي بخلافة المستنصر بالله، ومنها الصراعات بين فصائل الجيش التركية والأفريقية، وهجمات من البربر علي الدلتا، ومجاعة مستمرة لسنوات، بسبب انخفاض مستوي النيل، وأوبئة، واستيلاء السلاجقة علي أجزاء من الشام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى