سليمان باشا الفرنساوي.. مؤسس الجيش المصري في عهد محمد علي
أسماء صبحي
ولد سليمان باشا الفرنساوي، في مايو أو يوليو 1788 في مدينة ليون بفرنسا، وانتقل إلى مصر مع الحملة الفرنسية، وبقي بها واعتنق الإسلام. وكان القائدً العامً للجيش المصري في عهد الخديوي عباس.
نشأة سليمان باشا الفرنساوي
هو الكولونيل سيف، وهو فرنسي الأصل ولد في ليون سنة 1787ـ وكان أبوه صاحب طاحونة ورثها عن أبيه. انضم إلى الجيش العظيم لناپليون، ودخل في مهمة البحرية وحضر واقعة الطرف الآخر. ثم انتظم في سلك الجندية البري وقاتل في حروب نابليون وارتقى في المراتب العسكرية حتى بلغ رتبة كولونل (أميرالاي). ولما انتهى عهد نابليون قضى على الكولونيل سيف بالخروج من الجندية وانقطع للتجارة والزراعة. ثم طلب إلى صديق له وهو الكونت دي سيجور السعي لدى شاه العجم في أن يعهد إليه تنظيم جيشه، فنصحه بالذهاب الى مصر، فجاءها سنة 1819.
قابل سليمان باشا الفرنساوي محمد علي فأعجب به وعهد إليه تنظيم الجيش المصري على الأساليب الحديثة. فكان له الفضل الكبير في الاضطلاع بهذه المهمة كما تراه مفصلا في سياق الكلام. وقد اعتنق الإسلام في مصر واختار لنفسه اسم سليمان فصار يعرف بسليمان بك.
تدريب الجنود المصريين
اشترك في حرب المورة ثم في حرب الشام والأناضول. وأنعم عليه محمد علي سنة 1834 بالباشوية عقب الحرب السورية الأولى فعرف من ذلك الحين بسليمان باشا الفرنساوي. كما اشترك في الحرب السورية الثانية، وقد عين رئيسًا عامًا لرجال الجهادية أي للجيش المصري. واحتفظ بهذا المنصب في عهد إبراهيم وعباس باشا إلى سعيد باشا. وتوفي في سنة 1860، وهو المقام له تمثال في ميدان سليمان باشا بالقاهرة.
عهد إليه محمد علي بمهمة تكوين النواة الأولى من الضباط الذين سوف يعاونونه على تدرب الجنود المصريين. فاختار له 500 من خاصة مماليكه ليبدأ بهم. واختار له أسوان لتكون معسكرًا لهذه المهمة بعيدًا عن مؤامرات الجيش المختلط ومقاومتهم لكل جديد. وعينه محمد علي قائدا للجيش.وفي زيارة له إلى فرنسا في 1845، نال مرتبة “ضابط عظيم” في جوقة الشرف من الملك لوي فيليپ.
زواج سليمان باشا الفرنساوي
تزوج سليمان باشا الفرنساوي من “مارية مريم هانم”، كريمة محمد شريف باشا وأنجب منها ثلاث أطفال. منهم أسماء المهدي التي تزوجت عبد الرحيم صبري باشا (وزير الزراعة). وأثمر الزواج عن فتاة هي ملكة مصر السابقة (الملكة نازلي) زوجة الملك أحمد فؤاد وأم آخر ملوك مصر الملك فاروق.
وفاته
يقع قبر سليمان باشا الفرنساوي، في جزيرة الروضة بالقاهرة. ويوجد ضريح آخر لزوجته مارية مريم هانم، ويعرف بإسم “ضريح ستي مارية”. وتقديرًا من المصريين لهذا الرجل الذي يرجع إليه الفضل في بناء أول جيش مصري أقاموا له تمثالا في الميدان المسمى باسمه. وأطلقوا اسمه على أحد شوارع القاهرة فلما قامت ثورة يوليو 1952 أطاحت بالتمثال وألقت به في ساحة المتحف الحربي. ونزعت اسمه من الميدان والشارع وأطلقت عليه اسم (طلعت حرب).