الخديوي إسماعيل.. أول من أنشأ مدارس للفتيات في مصر والشرق الأوسط
أسماء صبحي
قرر الخديوي إسماعيل أن يعطي المرأة حقها في منافع التعليم. لذلك أنشأ أول مدرسة للفتيات في القاهرة، وهي أول مدرسة تأسست فى الشرق.
ولا شك أنه ليس من اليسير تبديل الحالة الاجتماعية للمرأة الشرقية، وتحريرها من العبودية المنزلية. ولكن الخديوي إسماعيل قد عقد العزم على ثورته الاجتماعية والانطلاق إلى المدنية الحديثة. هذه كلمات بيردسلى، قنصل الولايات المتحدة الأمريكية فى مصر. والتى استعان بها الكاتب حسين كفافى، فى كتابه “الخديوي إسماعيل ومعشوقته مصر”.
إسماعيل باشا بن إبراهيم بن محمد على باشا والي مصر، ومؤسس مصر الحديثة. أحد أهم حكام الأسرة العلوية، كان رائداً فى كثير من حركات التنوير والتعليم والإصلاح المجتمعي. وكان المؤسس الثاني لمصر، كما أطلق عليه البعض. وتوفي في 2 مارس عام 1895 في القسطنطينية، وله دور كبير في بداية تعليم المرأة وإصلاح الحالة المجتمعية.
الخديوي إسماعيل وتعليم الفتيات
وبحسب كتاب “الخديوي إسماعيل ومعشوقته مصر” لصاحبه الكاتب حسين كفافي، إن “الباشا” كان حريصًا على تعليم البنات ويعتبرها أم المستقبل، ولذا بدأ بأسرته واهتم بتعليم كريماته زينب وفاطمة وغيرهن ليكن على أعلى درجات العلم والثقافة.
ويؤكد الكاتب أن إسماعيل أقلع عن المعتقدات الباطلة المتأصلة من قرون فى البلاد، فقرر أن يكف عن حرمان المرأة من منافع التعليم، وأمر بأن يكون تعليم البنات موضعًا لأكبر عناية من حكومته، والتى أنشأت بدورها مدرسة الفتيات المسلمات وهى أول مدرسة تأسست في الشرق، وهي مدرسة السبتية الموجودة حاليًا بالسيدة زينب.
إنشاء المدارس في عهد الخديوي إسماعيل
فيما أكد كتاب “تاريخ مصر فى عهد الخديوي إسماعيل باشا” للكاتب والمؤرخ إلياس الأيوبي، أن الآنسة الأديبة المس واتلي، بنت رئيس أساقفة دبلين، والتي جاءت إلى مصر ضمن الإرسالية الإنجليزية عام 1862، أوقفت حياتها وثروتها على تربية البنت المصرية، ولا سيما الفلاحة، وأسست مدرسة مختلطة بمصر، والتى واجهت عناء فى سبيل تعليم البنات خاصة المسلمات رغم أنه كان مجاني.
وأوضح الكاتب أنه فى سبيل ذلك أعطى لها “إسماعيل” أرض واسعة فى الفجالة، وساعدها بمبلغ وفير على بناء مدرسة جديدة، فبرزت من أحسن مدراس القطر، ومن أثرها أن زاد عدد الطالبات فيها حتى بلغ المائة والستين، ومعظمهن من الفلاحات.