“جامع الكخيا”.. أحد أشهر المساجد العثمانية في مصر
أسماء صبحي
جامع الكخيا هو واحدًا من آثار العصر العثماني تم بنائه في أربعينيات القرن الثامن عشر. وأمر ببناء هذا المسجد الأمير عثمان كتخدا، وهو أحد أمراء المماليك الذي تقلد العديد من المناصب إلى أن وصل لمرتبة وكيل الوالي العثماني في زمانه.
بناء جامع الكخيا
انتهى الأمير كتخدا من من بناء المسجد عام 1147 هـ. وهيأ له ما استطاع ليكون مسجدًا ذا شأن. حيث ضمن تصميمه الأول مدرسة وسبيل وكتاب، وعين للتدريس فيه العلامة الشيخ عمر بن على بن مصطفى الطحاوي. وجعل إمامه وخطيبه الشيخ حسن المقدسي. فضلاً عن تكليف أربعة مؤذنين لرفع الآذان، ومنادي يتجول في الأسواق في أوقات الصلاة ليحث الناس على أداء الفرض.
في شهر رمضان، كان يصرف للمسجد أربعة قناطير من الزيت. لإضاءة مناراته وتسريج قناديله، فتظل مضاءة على الدوام، كرامةً للمسجد الذي اعتنى به مشيده.
عمارة جامع الكخيا
للمسجد عمارة خاصة اتسمت بها عمارة العصر المملوكي. فهو عبارة عن صحن أوسط تحيط به أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبة الكبرى المكون من ثلاث بواك محمولة على أعمدة موازية لجدار القبلة. وله أربع واجهات ويتميز بزخارفه البديعة وله أعتاب من رخام الجرانيت .
طرائف عن جامع الكخيا
من الطرائف التى تروى عن جامع “الكخيا”، إنه أول ما صلى فيه أقيمت فيه مأدبة لإطعام الناس. وقدم فيها الماء المحلى بالسكر المذاب وشرب منها عامة الناس وطافوا بالقلل ليشرب منها الجميع، ووزعت فيها الدراهم على الفقراء، وازدحم المسجد عن آخره حتى أن الأمير عثمان بك عندما حضر للصلاة متأخرًا لم يجد له محلًا يصلى فيه فرجع وصلى بجامع أزبك.
وحظي المسجد باهتمام شديد من قبل حكام أسرة محمد عليّ، فقد أمر الملك فؤاد، بإزالة كل الحوانيت العشوائية المقامة حوله، بينما أصدّر الملك فاروق قرارًا بترميمه، بعد إلغاء مشروع بناء عمارة مجاورة اعترض عليها الأثريين حتى لا يهدم المسجد في عام 1939.
وفي عام 1992، تصدعت جدران جامع “الكخيا”، بفعل زلزال عنبف ليدخل في مرحلة من إعادة الإعمار والترميم، انتهت بافتتاحه عام 1999.